أوغاسابيان في إطلاق ملتقى المرأة العربية سلسلة ندوات عن الإعلام: الحفاظ على الحرية ضرورة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 24, 2019


أطلق ملتقى المرأة العربية، برعاية وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسبيان وحضوره سلسلة من الندوات الشهرية بعنوان: "الإعلام: إثارة أم تأثير"، بالتعاون مع بلدية سن الفيل واتحاد سيدات الأعمال والمهن، وذلك في بلدية سن الفيل، في حضور مديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان ممثلة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي ورئيسة الملتقى واتحاد سيدات الأعمال والمهن في لبنان كارمن زغيب، وأعضاء في مجلس بلدية سن الفيل والفنان جورج خباز ورئيس تحرير جريدة الأنباء الإلكترونية رامي الريس والإعلامية في إذاعة صوت لبنان نوال ليشع والمستشارة في النوع الإجتماعي رندة يسير وحشد من المهتمات والمهتمن.

بداية، النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من عريفة الإحتفال نقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع رندلى جبور، ثم كلمة شكر لزغيب التي نوهت بمواكبة الوزير أوغاسابيان لنشاط الملتقى وبسليمان حاملة درع المرأة العربية منذ العام 2009.

وأكدت زغيب أن "الهدف من هذه الندوات الشهرية تأليف لجنة متابعة لمواكبة ما يحصل من تجاوزات سواء في وسائل الإعلام أو من خلال التواصل الإجتماعي". ورأت أن "ثمة انحطاطا في اللغة التي يتم تداولها، ودعت إلى التشبه بالأرمن الذين لا يستخدمون في لهجتهم الأرمنية أي كلمات مسيئة وإذا ما اضطروا إلى ذلك يستخدمون لغة غير لغتهم".

زوين
وتحدثت عضو مجلس بلدية سن الفيل الناشطة فيكتوريا زوين فلاحظت أن "وسائل التواصل الإجتماعي تتناول المرأة ولا سيما الناشطة في المجالين السياسي والمدني بحياتها الشخصية بشكل معيب". وإذ تحدثت عن تجربتها في هذا الأمر وما تعرضت له من إساءات في المجال الشخصي، لفتت إلى أن "مهمة هكذا ندوات عمل هي كسر الصورة النمطية التي يتم إعطاؤها للمرأة".

سليمان
أما سليمان فقالت: "شرفني معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي بتمثيله في هذا الاحتفال الذي يقام بدعوة من ملتقى المرأة العربية، لاطلاق سلسلة ندوات عن الإثارة في الاعلام وتأثيرها على الرأي العام".

أضافت: "إن للاعلام دورا جوهريا بارزا في التكوين الثقافي والنفسي لأفراد المجتمع وفي التأثير على الرأي العام والجمهور وتوعيته. وقد تنامى هذا الدور في عصرنا الحالي مع التطور والإنتشار الواسع النطاق لوسائل الإعلام".

وأشارت الى أن "لوسائل الإعلام في تكوينها للرأي العام أدوارا ثلاثة رئيسية: الدور الإيجابي الذي يتمثل بنشر الوعي السياسي والإجتماعي والديني ونشر الثقافة والتربية والعلوم وإذكاء روح المواطنة، الدور السلبي الذي يتمثل في نقل معلومات وأخبار مجتزأة أو ناقصة ومحاولة فرض تحليلات غير سليمة والسعي الى تغيير آراء الناس بما يخدم في بعض الأحيان أجندات خارجية أو مآرب فئات شاذة عن جوهر المجتمع، فيتحول أداة هدم واشعال فتنة"، لافتة إلى أن "هناك ايضا الدور الحيادي إذ يقتصر دور الوسائل الإعلامية على نقل آراء المواطنين ومخاوفهم ومشاكلهم واستفساراتهم إلى الجهات المعنية".

واعتبرت أن "في الإعلام أبجديات وقواعد أساسية لا يمكن أن يستقيم من دونها أي عمل صحافي، أبرزها قدسية الخبر وحرية التعليق"، مشددة على أن "الاعلام رسالة تهدف إلى التأثير في الجمهور وتثقيفه وإشراكه في الحياة العامة، وجمعينا يدرك اهميته وتأثيره في توجهات الرأي العام، وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التي تزوده إياها وسائل الاعلام المختلفة".

وقالت: "لذلك نحن الاعلاميين لدينا واجب وطني، ومسؤوليتنا كبيرة في التمييز بين التغطية الاعلامية والتحريض، وبين نقل الوقائع والتسويق للارهاب، وبين المسؤولية المهنية وغياب الموضوعية. كل إعلامي مطالب بأن يكون مسؤولا ويقيم رقابة ذاتية على كل ما يقوله أو ينشره حفاظا على السلم الأهلي وحفاظا على رسالتنا الإعلامية، وخصوصا في ظل الظروف التي يمر بها لبنان".

وختمت: "الاعلام رسالة تثقيفية يجب ان نحافظ على جوهرها بعيدا عن الإفراط في الإثارة وما تحتمله من مبالغة وتشويه وتحوير في سرد الوقائع ونقل المعلومات، وعلينا التنبه الى أن السرعة في نقل الخبر، في ظل المنافسة الشديدة، لا تبرر التسرع في الاستغناء عن المصادر الموثوق بها وفي عدم التحقق من صدقيتها وعلينا العمل على تنقية الإعلام من لغة الشجار والتحقير والتشهير والتهجم والبذاءة والتهكم المسيء الى كرامات الأشخاص والجماعات".

أوغاسابيان
بدوره تحدث الوزير أوغاسابيان فلفت إلى مفارقة تتمثل في أن "الجهات السياسية لم تعد ترغب في تبوؤ حقيبة وزارة الإعلام، باعتبار أن هذه الوزارة لم تعد وزارة أساسية في زمن تجاوز السوق الإعلامي المركزي في طرح الأمور المتصلة بالسياسة والإقتصاد وكل ما يهم الناس، ويعود ذلك إلى التطور الكبير الذي شهدته وسائل التواصل الإجتماعي والذي جعل من الصعب جدا وضع إطار توجيهي للإعلام في لبنان".

وأكد أنه لا يمانع "في إلغاء وزارة الإعلام"، داعيا إلى أن "يأخذ الإعلام مداه بمسؤولية وأن تترك للمواطن حرية متابعة ما يختاره". وقال: إذا كان الإعلام في لبنان يعمد إلى تحوير الحقائق وإلى طرح مواضيع من شأنها التأثير سلبا على الوضع الداخلي، فإن الحكم في هذا الوضع هو الرأي العام الذي عليه التمييز بين الإعلام الجدي والإعلام غير الجدي، وبإمكانه وضع حدود للإعلام. وانطلاقا من هنا، من المفترض توفير الحرية الكاملة التي تتيح لكل فرد أن يتخذ القرارات التي تتناسب مع أهدافه، خصوصا أن الحقيقة في بلد مثل لبنان تحكمه الطائفية والمذهبية تبقى حقيقة نسبية".

ولفت إلى أن "الإعلام في لبنان بات مملا"، مشيرا إلى أنه لم يشارك في لقاء حواري منذ حوالى سبعة أشهر "لأن الكثير من هذه اللقاءات لا يهتم بتحليل وقائع المخاطر التي نعيشها للبحث عن كيفية مواجهتها". ولاحظ أن "التأثير على الرأي العام لا ينحصر بالإعلام، فللمسرح أهمية كبرى في هذا الأمر وهو قادر على توجيه رسائل مؤثرة جدا على الحضور".

وختم متمنيا "تشكيل الحكومة في وقت يحتاج البلد إلى نقلة نوعية"، "منوها بالمرحلة التي أمضاها في وزارة الدولة لشؤون المرأة حيث زادت ثقته بالمرأة اللبنانية الزاخرة بالطاقات والعطاءات التي تخولها أن تكون رائدة في صناعة القرار".

ندوة
ثم كانت ندوة استهلتها يسير بعرض دراسة نفذها مركز سمارت سنتر في العام 2013 تحت عنوان: "المرأة الرائدة والإعلام، إشكالية الظهور والأثر". وقد أظهرت الدراسة أن 81 في المئة من الإعلاميين والإعلاميات يعتبرون أن وسائلهم الإعلامية لا تكرس مفهوم المساواة من خلال البرامج السياسية التي يتم عرضها.

ودعت يسير إلى "وضع سياسات داخلية وإجراءات عمل من ضمن كل مؤسسة لتحديد كيفية تقديم صورة النساء والرجال وإزالة الصور النمطية فتلعب وسائل الإعلام الدور الرائد الذي يجب أن تقوم به".

بدوره دعا الريس إلى "الإلتفاف حول الحرية الإعلامية على أن تمارس هذه الحرية بمسؤولية خصوصا في مجال التواصل الإجتماعي نظرا لما قد تسببه من توتير للأجواء". وقال: "كلما ارتفع مستوى الوعي العام كلما وصلنا إلى مستوى أعلى من الممارسة السياسية والإعلامية".

كذلك تحدثت الإعلامية ليشع فلفتت إلى أن "الإثارة هي أقرب الطرق للتأثير على الناس، إنما يجب أن يكون البحث عن التأثير الإيجابي". وسألت: "أين تكمن حدود الحرية الإعلامية؟"، ورأت أن "الإعلام المستقل والموضوعي يحتاج إلى دعم من الدولة فتكون البرامج معبرة بالفعل عن هموم الناس".

ختاما شدد الفنان جورج خباز على "الدور الكبير للفن في تغيير الشعوب والمجتمعات". ورأى أن "الحل الوحيد في لبنان يكمن في فرض مادة الفنون في المناهج التربوية على أن توازي علاماتها المواد العلمية. فإذا تعلم الولد أن يرسم عصفورا لن يفكر باصطياده عندما يكبر. وإذا تعلم من الفنون الغوص في علم النفس البشرية فسيحب الآخر تلقائيا ويكون هناك جيل مسؤول في لبنان سواء في خلال ممارسته الإعلام أو أي أمر آخر كالطب والسياسة إلخ... إن الحل الوحيد هو أن نربي جيلا جديدا بعد جيل الحرب وما بعد الحرب"، لافتا إلى أن "الفن هو الأساس وهذا ما يؤكده التطور الذي نشهده في بلدان العالم المتقدم لأن سياسيي هذا العالم تبنوا راسين وموليير وشكسبير"، وسأل: "هل يتذكر أحد من الحاضرين إسم وزير الدفاع في خلال الفترة التي عاش فيها عاصي الرحباني؟"، خاتما أنه "لا يبقى في النهاية إلا الفن ومن المهم الاهتمام بالفن لتربية جيل واع ومسؤول ومتصالح مع إنسانيته".