خاص- الحريري "يتريث" بنصيحة إماراتية!- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 15, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لم يكن كل الكلام عن عودة رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الى لبنان في الايام الاولى من العام الجديد، وهو كلام صدر عن قيادات ونواب في التيار وعن مقربين من الحريري، تمنيات او قائم على تحليلات. فرئيس الحكومة السابق كان قد حسم أمره في هذا الاتجاه قبل ان يتلقى مؤخرا وبحسب معلومات "الكلمة اونلاين" نصيحة اماراتية بالتريث قبل التوجه الى بيروت لاعلان عدم مشاركته شخصيا بالاستحقاق النيابي.

ما هو محسوم حتى الساعة انه سيعود قبل ١٤ شباط المقبل، الذكرى ال17 لاغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ليعلن صراحة مقاطعته الانتخابات لاسباب باتت معروفة، شخصية وسياسية ومالية.. هو أعد منذ مدة البيان الذي سيتلوه، ويؤكد لمقربين منه ان لا تراجع عنه وبالتالي لا نقاش بامكانية عودته عن قراره الترشح للانتخابات.. كل ما يخضع للنقاش في الوقت الراهن مع القيادة في الامارات كما مع قيادات "المستقبل" هو كيفية خوض التيار الاستحقاق النيابي وما اذا كان الحريري سيسمي مرشحين يخوضون الانتخابات على لوائح مشتركة مع حلفاء للتيار الازرق، ام انه سيترك للشخصيات المحسوبة عليه حرية الترشح بالطريقة وعلى اللوائح التي تعتقد انها تعزز حظوظها بالنجاح على ان يتكتل النواب الذين يتخطون اختبار الانتخابات بنجاح في مجموعة برلمانية تصبح محسوبة على الحريري. اما خيار خوض الاستحقاق بلوائح صرف "زرقاء" فيبدو انه سقط في ظل التردد الحريريّ غير المسبوق ما يؤدي لتململ كبير لدى المحازبين كما مناصري "المستقبل".

ويشعر الحريري انه تُرك لمصيره من قبل من كان يعتبرهم حلفاء له في الخارج وعلى رأسهم الفرنسيين وانه اكثر من ذلك طُعن بالظهر.. حتى القيادة المصرية لم يعد يرى فيها ظهرا له، هو المدرك ان خوض غمار هذه المرحلة سياسيا يتطلب دعما دوليا كبيرا، غير متوافر اقله في اللحظة السياسية الحالية بالنسبة له، لذلك يتجنب محرقة قبِل سواه بالرقص حولها غير آبه بحروق كبيرة وخطيرة بدأت تصيبه.

وتعمل الماكينة الانتخابية للحريري بالحد الادنى مجاراة لباقي الماكينات الحزبية، ويرفض المسؤولون عنها اعطاء اي تفاصيل بخصوص عملها وكيفية خوض الاستحقاق رابطين ذلك بعودة الحريري ليحدد ويعلن ذلك، وهي عودة يصرون منذ اشهر على القول انها قريبة جدا!

ولا شك ان خصوم الحريري في البيت السني، حتى اؤلئك الذين اوحوا طوال المرحلة الماضية انهم صف واحد معه، بدأوا يعدون العدة لاستثمار التلكؤ المستقبلي، في الوقت الذي تؤكد معظم الاحصاءات ان مناصري الحريري سيتجهون لمقاطعة الانتخابات ولن يصوتوا لاي من منافسيه او حتى لشخصيات جديدة قريبة من جو المجتمع المدني. وتقول مصادر متابعة عن كثب للواقع السني في لبنان ان "الاحباط لدى السنة بلغ مستويات غير مسبوقة، والكل ينتظر بترقب متى سيعود الحريري وما الذي سيعلنه لتحديد خياراته وان كانت الاغلبية الساحقة لا ترى في كل من يطرحون انفسهم بديلا خيارا، مقنعا حتى بعض الشخصيات المتحدرة من عائلات تاريخية وعريقة سواء في بيروت او الشمال".