المازوت الإيراني لتغيير معادلة التصويت...

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 28, 2021



المركزية – بعد أيام على عبور صهاريج المازوت الإيراني سوريا إلى لبنان قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم "هذا المازوت الذي مرّ عبر سوريا بواسطة الحزب كسر أهمّ حصار على لبنان منذ تاريخه القديم حتّى الآن، وهو الحصار الأميركي الّذي كان يجوّع اللبنانيّين ويحاول أن يمارس ضغوطا لإحداث مشلكة داخليّة بين الحزب وباقي الأفرقاء". وكأن القرار بتطويع اللبنانيين من خلال تنكة مازوت مقرر سلفا.

فمن لحظة عبور شاحنات المازوت الإيراني الحدود السورية – اللبنانية في 16 أيلول الجاري فاحت روائح الرشوة الإنتخابية التي خطط لها الحزب من خلال تطويع أبناء بيئته وخارجها أيضا، والإمساك بالذراع التي كسرتها وطأة الأزمات المعيشية والإقتصادية والمالية من الجنوب إلى الشمال حيث عرين الطائفة السنية في عكار وطرابلس وصولا إلى معاقل المسيحيين في القرى الحدودية النائية.

ومع تفاقم الأزمة وانتشار روائح الرشوة الإنتخابية ارتفعت أصوات المعارضة لتسأل: "اذا كان المازوت الايراني هو للدولة وفق ادعاء مسؤولين ايرانيين فلماذا لا تقدم الدولة على توزيعه عبر اداراتها ومؤسساتها الادارية والامنية للمحتاجين فلا يوظف بالتالي في المعركة الانتخابية كما هو واضح حتى الان؟".

العضو السابق في التيار الوطني الحر، أنطوان نصرالله، اعتبر "أن كل الأحزاب اللبنانية اليوم محرجة أمام استحقاق الإنتخابات النيابية" ورجح عبر "المركزية" أن "تُستخدم فيها كل أنواع الأسلحة من خطابات وشعارات وحملات شعبوية بما فيها تنكة المازوت الإيراني. وحده برنامج بناء الدولة سيبقى ضائعا في انتخابات 2022 وما نراه اليوم خير دليل على انتهاك مفهوم الدولة التي نحتاج إليها بشكل فاضح".

في الأرقام يحتاج لبنان من المازوت وفق ما استهلكه عام 2020، إلى نحو 7 ملايين ونصف المليون ليتر يومياً، فيما حملت كل باخرة من المازوت الإيراني التي وصلت إلى لبنان نحو 40 مليون ليتر، يوزع منها الحزب عبر شركة "الأمانة" التابعة له حوالى 3 ملايين ليتر يومياً، وبالتالي هي كمية تسد ثغرة صغيرة جداً في السوق اللبنانية المتعطشة للمحروقات؛ لكنها لا تغيّر في المعادلة شيئاً، ولا تنهي الأزمة المتفاقمة لكنها في المقابل تشتري أصواتا وهذا هو المقصود. فهل تحولت مادة المازوت الايراني الى رشوة انتخايبة يستخدمها حزب الله في بعض المناطق الحساسة كاقليم الخروب وعكار والبقاع والجنوب وفي قرى مسيحية وغيرها من المناطق؟

"قبل أن نتكلم عن غايات الحزب من توزيع رشاوى المازوت على المواطنين علينا أن نتفقد الدولة أو ما تبقى من فروعها في تأمين المواد الأساسية من مازوت وغاز وبنزين وخبز ودواء إلى المواطن والتي يدفع ثمنها من جيبه". أضاف نصرالله: "ليس صحيحا أن المازوت الإيراني الذي دخل لبنان عبر سوريا كسر الحصار لأن الحصار مفروض سلفا بفضل فساد المسؤولين في هذه الدولة ونهب المال العام وصرف 18 مليار دولار على الدعم. ولو وظفوا هذه الأموال التي ذهبت هدرا وتهريبا على قطاعات حيوية وإنشاء معامل للكهرباء لما كنا اليوم نشهد على شحنات مازوت وغدا بنزين إيراني".

وعلى عكس ما يشاع بأن المازوت لن يسخّر لأصوات ناخبين كانوا في الأمس معارضين للحزب اعتبر نصرالله أن "رائحة المازوت ستؤثر في صناديق الإقتراع فيما تتلهى بعض الأحزاب بصراعاتها الداخلية ونبش أحقاد الماضي وأخرى لا تزال غارقة في سباتها العميق أو لا تريد صرف أموالها على خدمة الإنسان". ووجه نداء إلى كل الأحزاب الى الإسراع "بوضع برنامج بناء الدولة للقضاء على ظاهرة تجويع الناس بهدف إخضاعهم وإذلالهم أمام تنكة مازوت إيراني".

وانطلاقاً من هذه المشهدية اعتبر أن "الكلام عن تحويل آلية توزيع النفط الإيراني عبر مؤسسات الدولة وإداراتها هو محض خيال لأن من أدخل النفط الإيراني وعلى عين الدولة والمجتمع الدولي أراد أن يستخدمه لحملاته الإنتخابية وليس سوى ذلك".

ثمة من رأى أن عملية دخول صهاريج المازوت من سوريا الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية قد تسرّع خطوة ترسيم الحدود بين البلدين في المرحلة المقبلة وضبطها من الجانبين من قبل السلطات الامنية اللبنانية والسورية. لكن في القراءة المعمقة يقول نصرالله: "أعتقد أن هذه الخطوة ستسرع في إعادة فتح ملفات بين البلدين منها ملف النازحين السوريين وملف المفقودين اللبنانيين وموضوع الغاز والترانزيت و... ترسيم الحدود شرط أن تكون هناك نية لدى الدولة في المبادرة. لكن الواضح أنها تفضل إبقاء اللبنانيين تحت سلطة فسادها وتجويعهم بهدف إخضاعهم لسياسة المساعدات وشراء أصواتهم مقابل تنكة مازوت إيراني أو حصة بطاقة تموينية".