خاص- خلافات بين ميقاتي والحزب... أم تبادل أدوار؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 28, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

لم يمر أكثر من 18 يومًا على ولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، حتى ظهر الإختلاف وعدم التناغم بين الأطراف الممثلة في الحكومة العتيدة، ولعل أبرز الخلافات التي بدأت تلوح في أفق السراي الحكومي هي بين حزب الله والرئيس ميقاتي، حيث وجه الأخير في مقابلته الصحفية يوم الإثنين على قناة LBCI عدة رسائل إلى الحزب، وذلك بحسب مصادر على صلة بحزب الله.

إن إشادة ميقاتي بنزاهة وكفاءة ومصداقية المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار وإعلانه عدم تدخله بالقضاء، هو رسالة إلى الحزب ألا يكون معرقلاً لمسار التحقيقات وألا يتدخل بالعمل القضائي وفق ما تقتضيه مصلحته الطائفية والحزبية، والجميع يعلم أن حزب الله يرغب بشدة بكف يد البيطار عن القضية، بحجة إستنسابيته في الإدعاء على المسؤولين.

كرر ميقاتي عبارة "أنا حزين" تعليقاً على دخول النفط الإيراني إلى لبنان عبر سوريا متهمًا حزب الله بالتباهي باستعمال ممرات غير شرعية، وهنا أكد ميقاتي عدم تغطية حكومته لخطوة الحزب أولاً، ثانيًا أراد مخاطبة المجتمعين الدولي والعربي أنه غير قادر على المواجهة الفعلية ومنع الحزب من التمادي في إستباحة الحدود، وبحسب المعلومات فإن السفيرة الأميركية طلبت من رئيس الحكومة إعلان موقف واضح من مسألة إستيراد المازوت الإيراني وإدخاله عبر الحدود مع سوريا، وهذا ما حصل.

أعلن ميقاتي أنه لن يسمح بأن يكون لبنان منصة ضد العالم العربي، والمقصود هو حزب الله حصرًا كونه يكن العداء للملكة العربية السعودية ويدعم لوجستيًا وعسكريًا وسياسيًا الهجمات التي تتعرض لها السعودية من قبل الحوثيين في اليمن، لكنه وفق المصادر اشترط على المملكة وأخواتها دعم لبنان وحكومته وكأنه يريد ثمن خطاباته المعارضة للحزب، بينما السعودية ليست بوارد تقديم أي دعم سياسي ومالي لا إلى ميقاتي ولا لغيره.

أمر آخر قد يُفجّر العلاقة بين الحزب وميقاتي، وهو العلاقة مع سوريا، حيث أعلن رئيس الحكومة أنه لن يزور دمشق من دون غطاء دولي، بينما ما يريده الحزب هو تحسين العلاقات الرسمية بين سوريا ولبنان بأسرع وقت، لأن ذلك يشكل إنتصارًا لمحور الممانعة وللرئيس بشار الأسد، خصوصاً أن الإنقطاع بين البلدين دام لأكثر من 10 سنوات، والحزب يسعى جاهدًا لإعادة تلك العلاقات لما تأمنه من شرعية تضاف إلى رصيد بشار الأسد الدولي، لكن وفق المعطيات فإن ميقاتي لم يحصل على الضوء الأخضر بعد لزيارة دمشق، لذلك قرر تعليق أي خطوة حكومية بإتجاه سوريا.

ومن المتوقع بحسب المصادر عينها، أن يشكل حزب الله وفدًا لزيارة ميقاتي ليعرب عن إنزعاجه من المواقف التي يطلقها رئيس الحكومة والتي لا تبشر بالخير، وسيذكر الحزب ميقاتي أنه دعمه وسماه ومهد له الطريق للعبور من طرابلس نحو السراي الحكومي في بيروت، وأنه لا يمكن لميقاتي كسب ود الأشقاء العرب أو إعجاب زملاءه في نادي رؤساء الحكومة السابقين أو تحسين رصيده الشعبي في الشمال على حساب حزب الله، لأن جلّ ما يقوم به الأخير هو محاولة التخفيف من معاناة اللبنانيين بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم الحزبية، لا بحثًا عن دعم دولي ولا عن تجارة مربحة ولا عن حاصل إنتخابي.

من جهة أخرى، أشارت أوساط على صلة بتيار المستقبل، إلى أن ما يطلقه ميقاتي من مواقف معارضة لحزب الله يمكن وضعه في إطار تبادل الأدوار، بمعنى أن الحزب ينفذ سياساته ويؤمن مصالحه داخل وخارج الحدود اللبنانية بينما يكتفي ميقاتي بإطلاق تصريحات إعلامية لا تغني ولا تثمن من جوع، لأن حزب الله يدرك حساسية وضع رئيس الحكومة إن كان في منطقته طرابلس أو في نادي رؤساء الحكومة السابقين، لذلك يترك له حرية التصريح وإطلاق المواقف للحفاظ على ماء وجهه لا أكثر.

وذكرت المصادر، أن زيارة ميقاتي إلى المملكة العربية السعودية لم يحن آوانها بعد، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعده بدس النبض السعودي ومحاولة تحريك المياه السعودية الراكدة، قبل أن يقوم ميقاتي بتقديم طلب موعد رسمي من المملكة، لكن المصادر نفسها تستبعد حصول زيارة في المدى المنظور.