سر التسرّبات النفطية من أنابيب خط كركوك - طرابلس!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 14, 2021

تتصاعد المخاوف في عكار، من استمرار تسرب كميات كبيرة من النفط الخام، المتبقية داخل أنابيب خط بترول كركوك–طرابلس. وتزداد الشكوك من عمليات سطو متعمدة، في ظل الفوضى الكبيرة التي تغرق بها محافظة الشمال.

ويوم أمس، ظهرت بقع نفطية جديدة في منطقة ببنين–العبدة، فناشد الأهالي مسؤولي البلدية والمحافظة نتيجة الروائح القوية للتسربات النفطية، التي طالت الأراضي الزراعية أيضًا.

وعلى بُعد مئة متر تقريبًا من مكان التسرب الجديد، وقع حادث مماثل قبل نحو أسبوع، وإن لم يكن بالحدة ذاتها، فيما يحذر كثيرون من تداعيات خطيرة إذا مسّت هذه التسربات شرارة مشتعلة.

وحتى الآن، لم تضح مسببات تكرار حالات التسرب القوية. وثمة تخبط بين روايتين:

الأولى، أن التسربات نتيجة طبيعية لتقادم واهتراء هذه الأنابيب التي يعود بناؤها للعام 1935، وهي تمتد بين شمال لبنان وسوريا والعراق، ومعطلة منذ العام 1975.

والثاني، أن ثمة "عصابات" وأيادي خفية، تتعمد إحداث ثقوب بالأنابيب التي تمتد حتى أقاصي وادي خالد. وهذه الرواية يربطها كثيرون بتصاعد التسربات النفطية بعد اشتداد أزمة المحروقات. وعكار التي تقفل فيها كليًا محطات الوقود مقابل نشاط السوق السوداء للمحروقات، وينتشر بائعو الغالونات على قارعة الطرق، تعمد بعض المجموعات، وفق معلومات "المدن"، إلى السطو على كميات نفطية بعد إحداث ثقوب في الأنابيب، والبعض يبيع البرميل منها بـ200 دولار، أو يجري خلطها بمشتقات أخرى لاستعمالات مختلفة.

وتواصل إدارة منشآت النفط في طرابلس، إرسال طواقمها الفنية لإصلاح الأعطال. وجرى سابقًا إحداث حفرة عميقة لتجميع الكميات المتسربة، وشفطها إلى صهاريج، ونقلها إلى خزانات منشآت النفط.

ورفع أهالي ببنين ومحيطها الدعوات لإعادة تأهيل الأنابيب، بعد أن أفسدت بعض الأراضي الزراعية، وشكلت خطرًا على الأبنية السكنية المحيطة، وتسربت إلى أقنية المياه الشتوية ومياه الري، والجميع يتخوف من اشتعالها مجددًا كما حصل قبل أشهر.

وفي السياق، يشير رئيس بلدية ببنين، عبد الكفاح الكسار، أنه التقى اليوم الثلاثاء، مع محافظ عكار عماد لبكي ومسؤول منشآت طرابلس هادي حسامي، واتفقوا على تشكيل فريق لمراقبة طول خط الأنابيب.

وأكد الكسار لـ"المدن" أن التسربات نتيجة اهتراء الأنابيب، وتحديدا في منطقة ببنين المحاذية للبحر، وهي مكشوفة ومسطحة، ومن الصعب أن تتمكن فيها مجموعات من تنفيذ عمليات سطو من هذا النوع، لما تحتاجه من معدات، وسيُكشفون فورًا في منطقة مأهولة.

وقال إن الخط يمتد على عشرات الكيلومترات، وبالتالي لا يمكن تحديد نقطة إحداث ثقوب.

وفي الحالتين، سواء كانت تسربات طبيعية أو مفتعلة، يحذر الكسار مما يسميه "مخاطر كبيرة" تهدد سلامة الأهالي في عكار، ويطلب من الأجهزة الأمنية تشديد مراقبتها، لأن الكميات النفطية كفيلة بإحداث كارثة غير متوقعة، إذا تعمد أحد العابثين بإشعالها.


جنى الدهيبي- المدن