خاص- دلالات العدوان الإسرائيلي على الجنوب... ونتائجه المحتملة

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 6, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

ضحى العريضي

لم تكن التطورات الأخيرة في الجنوب، بسيطة، نظراً لخطورة التصعيد الإسرائيلي ونوعيته، مع ما يحمله من دلالات في توقيته. وهو ما يؤدي حكماً إلى طرح سؤال عن المتوقّع خلال الفترة المقبلة، فهل سنشهد تطوراً دراماتيكياً بالتزامن مع التطورات الخطيرة التي تجري في المنطقة، أم أن الأمر انتهى عند هذا الحدّ؟!

في قراءته للحدث الجنوبي، لا يتردد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، العميد الركن الدكتور هشام جابر، بربط العدوان الإسرائيلي بالتطورات في لبنان ككل، ويشير كذلك إلى تزامن التطورات هذه مع ذكرى 4 آب.

في ظلّ الوضع البناني المتأزم، يقول د. جابر لـ"الكلمة أون لاين"، أُطلقت صواريخ خلبية مرّ عليها الزمن، مصدرها "فريق ثالث" غير محترف، على مستعمرة "كريات شمونة"، مشيراً في هذا الإطار إلى أن الانتماءات المتعددة ضمن المخيمات الفلسطينية.

وإذ يفضّل عدم الجزم بهوية الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، يلفت إلى أن "المقاومة" لا تعمل بهكذا أسلوب غير احترافي، ولا تسمح لعناصر غير منضبطة بالتخريب عليها. وبالتالي، يؤكد جابر أن "لا علاقة لحزب الله بالصواريخ، وهي لا تناسبه، بل على العكس فإنها تربكه".

وبحسب د. جابر، فإنه "ليس من واجب الحزب ان يعرف من اطلق الصواريخ، وإن كان يعرف، لأنه، ووفقا للقرار 1701، هو غير متواجد عسكريا جنوب الليطاني"، لافتاً في هذا الإطار إلى أن إسرائيل لم تتهم حزب الله.

لكن ماذا عن التصعيد الإسرائيلي الكبير واللجوء للمرة الأولى منذ عدوان تموز إلى الإغارة على أهداف داخل الأراضي اللبنانية؟

لا يبدو د. هشام جابر مقتنعاً كثيراً بأن إسرائيل عمدت إلى "تغيير قواعد الاشتباك"، رغم تصعيدها اللافت، مذكّراً بأنها تنتهك سماء لبنان بشكل دائم وتخرق القرار 1701 يوميّاً.
وبرأي الخبير العسكري، فإن إسرائيل لا تريد التصعيد، والدليل أنها استهدفت مناطق غير مأهولة بالسكان. وفي السياق، هو يعزو التصعيد بالقصف الجوي، إلى رغبة رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد نفتالي بينيت بالتمايز عن سلفه بنيامين نتنياهو، محاولا "تكبير الحجر".

ويوضح د. جابر أن المشهد كان سيبدو مختلفاً وخطيراً جداً لو سقط شهداء، لكنه، رغم ذلك، لم يُسقط احتمال لجوء حزب الله للرد على الاعتداءات الإسرائيلية، عبر إرسال طائرات مسيرة، مستبعداً في الوقت نفسه رداً صاروخياً.

في المقابل، وبغض النظر عن خطورة الأوضاع جنوباً، يجزم المتحدث أن "هذه التطورات لن تؤدي إلى حرب"، رغم التصعيد اليومي في المنطقة، وحشد إسرائيل كل القوى ضد إيران ولجوئها للتهويل والحرب النفسية، كونها لا تستطيع فعل أكثر من ذلك ميدانياً، فهدفها الأساسي يكمن بتعطيل "الاتفاق النووي الإيراني"، من خلال سعيها لدى واشنطن والمجتمع الدولي ككل، لإضافة ملفات جديدة على الاتفاق، كملفي الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، وهو ما لن تنجح به، كما يؤكد د. هشام جابر، لأن إيران تصر على توقيع الاتفاق مع القوى الكبرى بالصيغة التي كان عليها قبل انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه، دون زيادة او نقصان، فيما تؤكد أنها حاضرة لبحث أي موضوع آخر خارج إطار الاتفاق.

إذاً، وفق د. هشام جابر، إسرائيل تريد إفشال الاتفاق النووي، لذلك أتى تصعيدها في الجنوب اللبناني، رغم إدراكها عدم مسؤولية حزب الله عن إطلاق الصواريخ.