فيدوموستي- هل تعود المياه إلى مجاريها بين روسيا وأذربيجان؟
شارك هذا الخبر
Tuesday, July 1, 2025
في تقرير نشرته صحيفة "فيدوموستي" الروسية تناول الصحفيان نورلان قاسيموف وغليب ميشوتين الأزمة التي اندلعت بين موسكو وباكو إثر حادثة يكاترينبورغ.
وجاء في التقرير المنشور على موقع الجريدة:
عصر يوم أمس 30 يونيو، أمر رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، بإحالة قضية بارزة ضد أعضاء عصابة إجرامية في مدينة يكاترينبورغ الروسية إلى المكتب المركزي للجنة، بعد أن أدى اعتقال هؤلاء في 27 يونيو إلى تصعيد في العلاقات مع باكو. ووفقا للبيانات الأولية، توفي أحد المتهمين المحتجزين خلال العملية الأمنية بسبب قصور في القلب، بينما لا يزال سبب وفاة المتهم الثاني قيد التحقيق.
كان أعضاء العصابة من مواطني أذربيجان وروسيا.
الاغتيال والشكوك
وفقا للجنة التحقيق الروسية، فقد تم اعتقال 6 مواطنين روس مشتبه بهم، تم احتجاز ثلاثة منهم، ومددت المحكمة فترة احتجاز الآخرين أثناء التحقيق الذي أجرته إدارة التحقيق التابعة للجنة التحقيق الروسية لمنطقة سفيردلوفسك في القضية الجنائية التي يواجه فيها المتهمون تهما بالقتل والشروع في القتل وفقا للقانون الجنائي الروسي.
وبحسب التحقيق، كانت تلك المجموعة جزءا من عصابة إجرامية وكانوا متورطين في قتل المواطنين الأذربيجانيين يونس باشاييف عام 2001، ومالك مستودع الخضار الكبير إكرام جادجييف عام 2011، وكذلك في محاولة قتل رجل الأعمال فخروز شيرينوف عام 2010 في يكاترينبورغ بهدف تقسيم مجالات النفوذ في أوساط الأعمال.
وفي هذه القضية الجنائية، أجريت 14 عملية تفتيش، و11 عملية تفتيش لمركبات ومنشآت غير سكنية، و10 جلسات استجواب للشهود، وفقا لبيان صادر عن لجنة التحقيق الروسية. وفي 29 يونيو أفاد المكتب الصحفي لمحكمة مقاطعة لينين بيكاترينبورغ باعتقال 3 أشخاص في هذه القضية، ومدد القاضي فترة احتجاز 3 متهمين آخرين لمدة 72 ساعة.
وكما أفاد موقع E1.ru، فقد اعتقل نحو 50 شخصا خلال العملية التي نفذت في عدة منازل ومركز باكو بلازا للتسوق في يكاترينبورغ صباح يوم 27 يونيو، واقتيدوا إلى مراكز الشرطة، حيث فحصوا للاشتباه بتورطهم في جرائم قتل ومحاولات اغتيال في المدينة، وخلال الاعتقال توفي رجلان مسنان هما زياد الدين وغوسين صفروف.
كان هؤلاء أصحاب مقهى "قزوين" سيء السمعة في يكاترينبورغ، والذي ظهر مرارا في أخبار الجريمة، وكما ذكرت E1.ru كان القتيلان هما المشتبه بهما الرئيسيان في جريمة قتل باشاييف عام 2001.
وقالت رئيسة تحرير موقع E1.ru مارينا مالكوفا لصحيفة "فيدوموستي" بأن جرائم القتل وقعت نتيجة إعادة توزيع مناطق النفوذ بين الجالية الأذربيجانية. وأضافت أن الجالية في يكاترينبورغ كبيرة الحجم، وأن جرائم القتل، ومحاولات الاغتيال التي وقعت أعوام 2001 و2010 و2011 أثارت استياء شعبيا واسعا، مستشهدة بمثال "جريمة القتل السافرة" التي طالت باشاييف عام 2001، حيث طعن بالسكاكين.
التوتر في العلاقات
تسببت حادثة الاعتقال في تفاقم جديد في العلاقات الروسية الأذربيجانية، حيث استدعت الخارجية الأذربيجانية في اليوم التالي القائم بالأعمال في السفارة الروسية في باكو بيوتر فولكوف وسلمته مذكرة احتجاج تطالب بإجراء تحقيق موضوعي وفوري وملاحقة "مرتكبي أعمال العنف".
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الثقافة الأذربيجانية إلغاء جميع الفعاليات الثقافية بمشاركة روسيا في عموم البلاد. وأعلنت عضوة المجلس الوطني (البرلمان) نيغار محمدوفا إلغاء زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفيرشوك إلى باكو بسبب "العنف ضد أذربيجان"، وفقا لوكالة أذربيجان الحكومية.
وفي 30 يونيو، داهمت الشرطة الأذربيجانية مكتب تحرير "سبوتنيك" في باكو واعتقلت رئيس المكتب إيغور كارتافيخ ورئيس التحرير يفغيني بيلاوسوف، وفقا لما أوردته "سبوتنيك". ووصفت رئيسة تحرير RT مارغريتا سيمونيان ما جرى في مكتب "سبوتنيك" بباكو بأنه "عملية خاصة".
استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الأذربيجاني لدى موسكو أعربت عن احتجاجها على اعتقال صحفيين اثنين.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن احتجاز ممثلي الجالية الأذربيجانية في يكاترينبورغ جاء في إطار قضايا جنائية. وأكدت موسكو أنها قدمت لباكو كافة التوضيحات اللازمة بشأن تصرفات ضباط إنفاذ القانون الروس. ووفقا للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فإن الاحتجاز جاء في إطار التحقيق، ولا ينبغي أن يكون سببا لرد فعل قاس من الجانب الأذربيجاني.
القضية وتداعياتها
يقول أحد مسؤولي إنفاذ القانون إن نقل التحقيق إلى المكتب المركزي للجنة التحقيق في روسيا قد يكون بسبب أوجه القصور التي تم اكتشافها أثناء التحقيق في هيئة أدنى أو بسبب التداعيات واسعة النطاق للقضية.
وكان التصعيد السابق في العلاقات بين روسيا وأذربيجان قد وقع نهاية شهر ديسمبر 2024 بعد تحطم طائرة تابعة لشركة "آزال" أثناء توجهها من باكو إلى غروزني.
وفي أوائل فبراير، أغلق مكتب تمثيل "روس سوترودنيتشيستفو" (التعاون الروسي) لعدم تسجيله قانونيا. وفي نهاية الشهر نفسه، توقف مكتب تمثيل "روسيا سيغودنيا" الإعلامي عن العمل في البلاد. كما خفضت مدة تصريح الإقامة للمواطنين الروس في أذربيجان إلى 90 يوما (كانت 180 يوما في السابق).
في موسكو، مارس الماضي، تم وضع نصب تذكاري لحيدر علييف، الرئيس الأذربيجاني السابق ووالد الرئيس الأذربيجاني الحالي إلهام علييف.
تمر العلاقات الروسية الأذربيجانية بمرحلة عصيبة، وفقا لنيازي نيازوف الخبير في الأمن العسكري بجنوب القوقاز. ومع ذلك، يعتقد الخبير أن باكو وموسكو ستبحثان على الأرجح عن سبل لحل الأزمة في أسرع وقت ممكن، نظرا لاهتمام البلدين المتساوي بالتعاون. وخلص الخبير إلى وجود شروط موضوعية مسبقة لذلك، سواء في إطار تطوير مشاريع مشتركة لممر النقل الدولي "الشمال-الجنوب"، أو في تعزيز رؤية مشتركة لنظام العلاقات الدولية، بعيدا عن ضغوط الدول الغربية.
ويتابع رئيس قطاع القوقاز في معهد بريماكوف لأبحاث الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية فاديم موخانوف أن رد فعل أذربيجان على الاعتقال جاء حادا وانفعاليا، إذ تسعى باكو إلى إبراز أهميتها. وفي ظل الوضع المضطرب الراهن في المنطقة، تسعى أذربيجان إلى اتخاذ موقف حازم، لكن أي تفاقم يمثل دافعا لمزيد من المفاوضات. في الوقت نفسه، لا ينبغي توقع تدهور مأساوي في العلاقات بين موسكو وباكو، فقد وقعت حوادث مماثلة في الماضي، ويتمتع الطرفان باتصالات جيدة جدا على أعلى المستويات. وأشار موخانوف إلى أن العام الماضي شهد عددا من العوامل المزعجة وأسباب السخط المتبادل في العلاقات الثنائية. ويعود ذلك إلى الوضع المتوتر في المنطقة، المتأثر بالأزمة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن روسيا باعتبارها "الجارة الشمالية الكبرى" لها أهمية كبيرة بالنسبة لأذربيجان والشتات، وخلص موخانوف إلى أن باكو نفسها تعتمد على موسكو إلى حد ما.