هكذا جرت أكبر عملية تبادل أسرى بالتاريخ!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 1, 2025

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، قسمت شبه الجزيرة الكورية، التي كانت مستعمرة يابانية، لنصفين. فبالنصف الشمالي، ظهرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المعروفة بكوريا الشمالية والمدعومة من قبل السوفييت والصينيين. وبالقسم الجنوبي، ظهرت جمهورية كوريا، المعروفة بكوريا الجنوبية، التي اصطفت لجانب الولايات المتحدة الأميركية والحلفاء الغربيين.

ويوم 25 يونيو (حزيران) 1950، اتجهت كوريا الشمالية، مستغلة تفوقها العسكري، لمهاجمة جارتها الجنوبية متسببة بذلك في اندلاع الحرب الكورية التي تدخلت بها لاحقا كل من الولايات المتحدة الأميركية، وحلفائها، والصين. ومنذ بداية هذا النزاع، تسببت أزمة أسرى الحرب في ظهور قنوات اتصال دبلوماسية بين مختلف الأطراف المتحاربة حيث حاول الجميع حينها استعادة أسراه المرضى والمصابين.

أول عمليات تبادل الأسرى
وخلال شهر أبريل (نيسان) 1951، باشرت قوات الأمم المتحدة، التي تكونت من الأميركيين وحلفائهم، بعمليات تبادل أسرى بسيطة مع كل من كوريا الشمالية والصين. ومع نهاية جولات تبادل الأسرى الأولى، سلمت القوات الأممية نحو 5194 عسكري كوري شمالي وحوالي 1030 من المتطوعين الصينيين ومئات المدنيين. وفي المقابل، أطلق الكوريون الشماليون والصينيون سراح 684 من أسرى الحرب، المرضى، التابعين للقوات الأممية. وقد تواجد ضمن هؤلاء نحو 149 أسير حرب أميركي.

ومع نجاح هذه العملية الأولى، اتجهت الأطراف المتحاربة للتفاوض حول عمليات تبادل أسرى أكبر حجما تضمن عودة جميع أسرى الحرب.

وبحلول شهر مارس (آذار) 1953، تحدث قائد القوات الدولية الجنرال مارك كلارك (Mark W. Clark) عن أهمية عودة أسرى الحرب. وردا على تصريحاته، أعلنت كوريا الشمالية عن احترامها لإتفاقية جنيف وأبدت ميلا لإجراء عمليات تبادل أسرى من الحجم الكبير. وبموقفها الرسمي، تحدثت الصين عن تأييدها للمقترح مؤكدة على ضرورة عودة جميع الأسرى لديارهم حال نهاية العليات القتالية.

واحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى بالتاريخ
بداية من شهر أبريل (نيسان) 1953، وافق الأميركيون والكوريون الشماليون على إجراء مفاوضات مباشرة. وحسب الاتفاق الأول، تحدث الأميركيون عن إطلاق سراح نحو 100 من أسرى حرب قوات الأمم المتحدة مقابل إطلاق الأميركيين لسراح 500 كوري شمالي على دفعات تتضمن كل دفعة 25 أسير حرب.

وعقب مفاوضات إضافية بين الطرفين، قبل الطرفان بإعلان قوائم للأسرى الذين سيتم تسليمهم على دفعات. وبهذه القوائم، أكد الجميع على أهمية تحديد هويات الأسرى جنسياتهم وحالتهم الصحية والأمراض التي يعانون منها.

وما بين شهري أغسطس (آب) وديسمبر (كانون الأول) 1953، أجرى أطرف النزاع عمليات تبادل أسرى ضمن ما وصف بواحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى بالتاريخ. وخلالها، سلمت القوات الأممية 75823 أسير حرب شيوعي كان من ضمنهم 70183 كوري شمالي واستعادوا 12773 أسير حرب من جنسيات مختلفة كان من ضمنهم 3597 أميركي وحوالي 7862 كوري جنوبي.


العربية.نت