من الحزب إلى إيران: هل تتغير الاستراتيجية الإسرائيلية؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 27, 2025

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الاختبار الأول لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو أيضاً السؤال الحاسم في الحملة بأكملها "كيف يمكن لإسرائيل الحفاظ على التوازن الجديد للقوة مع طهران، الذي تحقق من خلال نجاح عسكري، يعتبر حسب العديد من الآراء، غير مسبوق".

وأضافت "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "إيران ليست حزب الله.. الاختبار الحقيقي لوقف إطلاق النار بدأ للتو"، أن التاريخ يوفر نقطة مرجعية، حيث أن اتفاق وقف إطلاق النار مع تنظيم حزب الله اللبناني، الذي ظل قائماً إلى حد كبير منذ توقيعه، استغلته إسرائيل لفرض واقع استراتيجي جديد، مشيرة إلى أن الأمر يختلف مع إيران.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن حالة إيران أكثر تعقيداً، فهي دولة ذات سيادة، وليست قوة وكيلة، وطموحاتها النووية لا تزال لم تُمنع بعد، بل ربما تعززت، وتابعت: "بينما قد تكون إيران أثبتت أنها خصم أقل قوة مما اقترحت السيناريوهات الأسوأ، إلا أن الوقت ليس مناسباً للغرور أو الثقة المفرطة، فقد فٌقدت أرواح، وتعرضت ممتلكات للتدمير، والتهديد لا يزال بعيداً عن الانتهاء".


ضغط ضروري
وقالت يديعوت، إنه إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي أوضح أنه لا يسعى لتغيير النظام، تنوي متابعة المفاوضات مع إيران من أجل اتفاق نووي أكثر صرامة، فإن إسرائيل ستحتاج إلى الضغط من أجل تحديد حدود واضحة لبرامج إيران النووية والصاروخية، كما ستحتاج إلى تعريفات صارمة لما يعتبر انتهاكاً وما يُسمح لإسرائيل بفعله رداً على ذلك.

وتقول الصحيفة إنه رغم كل نجاحات العمليات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، إلا أنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن شروط ملموسة في اتفاق يتم التفاوض عليه من قبل آخرين، مشيرة إلى أن هذا السياق يجعل رد إسرائيل على إطلاق الصواريخ الإيرانية بعد بدء وقف إطلاق النار يستحق التحليل النقدي.

الاصطدام بالولايات المتحدة
وأضافت أنه بينما سارع كبار المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، إلى إصدار تصريحات جريئة تذكر بخطة لبنان، بدا أن الرئيس ترامب يسخر من خطابهم، ولم يكتفِ بانتقاد إسرائيل علناً، بل اتصل أيضاً برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وأصر على أن الطائرات الإسرائيلية تعود أدراجها في الجو، وبدلاً من ذلك، قامت بضربة محدودة على موقع رادار إيراني.

وتساءلت الصحيفة إذا كان الهدف من ذلك الفعل يستحق إثارة غضب الرجل الذي منح الضوء الأخضر لضرب منشأة "فوردو" النووية الإيرانية أم لا، موضحة أنها خطوة لم يفكر فيها أي رئيس أمريكي قبله فيها بجدية، مشددة على أن الدرس الرئيسي هو الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.

واختتمت الصحيفة قائلة: "إذا لم تكن الولايات المتحدة ثابتة في صف إسرائيل عندما يتم رسم قواعد التعامل مع إيران، فقد لا تكون هناك في المرة القادمة، عندما يتضح أن الإيرانيين لم يفهموا الرسالة".


24.AE