ناشونال إنترست- مقاتلو آسيا الوسطى والجهاد العالمي

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 27, 2025

في ندوة عقدها مركز المصلحة الوطنية، الإثنين، أدارها الباحث أندرو كوتشنز، زميل أول في المركز البحثي الأمريكي، حول تصاعد ظاهرة المقاتلين من آسيا الوسطى ودورهم المتنامي في الحركات الجهادية العالمية.

وفي هذا الإطار، سلط موقع صحيفة "ناشونال إنترست" الأمريكية الضوء على هذه الندوة، بعد تقارير تؤكد انخراط الآلاف من أبناء هذه المنطقة في صراعات عسكرية متعددة، من الحرب في أوكرانيا إلى القتال في الشرق الأوسط.

وقال المشاركون في الندوة إن آسيا الوسطى، التي تضم كازاخستان، ووأوزبكستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وتركمانستان، باتت تمثل أحد أبرز المنابع البشرية للحركات الجهادية، خاصةًتنظيمي داعش والقاعدة. فمنذ 2012، التحق ما يزيد عن 4000 مقاتل من هذه الدول بجبهات القتال في العراق، وسوريا، وبلغت ذروة هذا التدفق بين ع 2014 و2015، حيث قدّر عدد المقاتلين آنذاك بحوالي 2500.

ديناميات التجنيد والتعبئة
وحسب التحليلات في الندوة، فإنّ البيئة الروسية تلعب دوراً محورياً في تجنيد هؤلاء المقاتلين، لا سيما ضمن مجتمعات العمال المهاجرين من آسيا الوسطى. فظروف العمل القاسية، والتهميش الاجتماعي، وانخفاض الأجور، كلها عوامل تُسهم في تغذية مشاعر الإحباط والانغلاق، ما يسهل على شبكات التجنيد التسلل إلى هذه المجتمعات.

وأشار الخبراء إلى أن تطرف هؤلاء الشباب عادة ما يكون أحادي الاتجاه، فهم لا يفكرون في العودة إلى بلدانهم الأصلية، بل يطمحون إما إلى "الاستشهاد" أو إلى حياة جديدة في أراضٍ تسيطر عليها الجماعات المتطرفة.

تداعيات جيوسياسية
وأعرب المشاركون عن قلقهم من عودة هؤلاء إلى دولهم بعد اكتسابهم مهارات قتالية وخبرات أيديولوجية، الأمر الذي يُعد تهديداً مباشراً لاستقرار تلك المجتمعات. كما تواجه الحكومات في آسيا الوسطى صعوبات كبيرة في السيطرة على الحدود وإعادة دمج أو مراقبة العائدين، ما يفاقم خطر العمليات الإرهابية وانتشار الفكر المتطرف فيها.

إعادة النظر في السياسات الأمنية
على صعيد السياسات، خلصت الندوة إلى توصيات واضحة ترفض تقديم مساعدات عسكرية واسعة أو دعم مفرط للأنظمة القمعية في المنطقة، معتبرة أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي. ودعا المتحدثون إلى التركيز على دعم برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز أجهزة الاستخبارات وتحسين قدرات الرقابة على الحدود. وشدد الباحثون على ضرورة الجمع بين مكافحة الإرهاب ودعم الحريات السياسية والدينية، لمعالجة الجذور الحقيقية للتطرف، لا الاكتفاء بنتائجه.

نحو فهم أشمل للتهديد
خلاصة ما طرحه كوتشنز والضيوف أن آسيا الوسطى لم تعد هامشاً في مشهد التطرف العالمي، بل باتت بؤرة رئيسة تُغذي الصراعات المسلحة وتُهدد الأمن الإقليمي والدولي. وتكمن الخطورة في دور المقاتلين داخل الجبهات الخارجية، وفي احتمالات عودتهم محمّلين بعقيدة جهادية وتجربة عسكرية تُحولهم إلى قنابل موقوتة داخل أوطانهم.

وفي ظل هذا المشهد المتسارع، يقول كوتشنز، يبدو أن الخيار الأمثل لمواجهة هذا الخطر يتمثل في الجمع بين الردع الأمني والحلول التنموية والإصلاحات السياسية، لتجفيف منابع التطرف وتحقيق استقرار دائم في هذه المنطقة الحيوية من العالم.


24.AE