خاص بالفيديو- من مطرقة الشّبح إلى سندان الاستخبارات.. كاتب سعودي يكشف ما ينتظر إيران خلال أشهر!
شارك هذا الخبر
Friday, June 27, 2025
خاص الكلمة اونلاين تقرير هند سعادة
"السلطة لا تُنتزع من الجوّ"، خلاصة ثبُتت صحّتها في العديد من المحطّات في تاريخ الحروب عبر الزّمن وآخرها حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران. فـ"مطرقة منتصف الليل" وهي الضربة الجوية الأميركية، التي نفّذتها الطائرات الشبحية بي-تو، على المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان بتوجيه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا تكفي وحدها لإسقاط النظام الإيراني وانقلاب الشعب عليه، والمظاهرات التي انطلقت في طهران تنديدًا بهذه الضربات ودعمًا للنظام خير دليل على ذلك.
وإذا كانت الضربات الجوية هي "المطرقة"، فلا بُدَّ للعمل الاستخباراتي الضخم والمثير للرّيبة في إيران أن يكون "السّندان"، الذي يمكنه توجيه الضّربة الموازية الأكثر إيلامًا لهذا النظام وعندها فقط يمكن التساؤل عن إمكانية سقوطه ولكن كيف سيحصل ذلك؟
لا شكّ في أن من يعدّ العدّة لإسقاط النظام لا يعلّق طموحًا كبيرًا على أجنحة الطائرات فقط، مهما كبُر حجمها ومفعولها، فالعمل الاستخباراتي هو السلاح الأكثر فتكًا ضد هذا النظام.
من هنا، يبرز دور أجهزة الاستخبارات سواءٌ أكانت وكالة المخابرات المركزية الـ "سي آي أي" أم الموساد الإسرائيلي أم غيرها من الأجهزة، وفقًا لقراءة الكاتب والباحث السياسي والمستشار الإعلامي مبارك آل عاتي، الذي ذكّر في حوار ضمن برنامج "بكلمة من الآخر"، بالعمليات الاستخباراتية المتوالية التي أدّت إلى تصفية قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، محسن فخري زادة العالم النووي، اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وصولًا إلى تصفية ما لا يقل عن 22 شخصًا من أبرز علماء الذرة، و26 جنرالًا من كبار العسكريين في ليلة واحدة.
وفي هذا الإطار، ليس تفصيلًا ما كشفته الوسائل الإعلامية في إيران عن اعتقال أكثر من 700 "عميل للموساد" خلال 12 يوماً من الحرب مع إسرائيل، فوفقًا للكاتب السعودي إن "هذا الرّقم كبيرٌ جدّا بالنسبة لدولة مثل إيران، ويثبّت أن نشاط الأجهزة الاستخباراتية في الداخل الإيراني سيتوسّع وسيستخدم بشراسة لصالح وجود إسرائيلي – غربي في الداخل الإيراني".
يجزم آل عاتي أن "اتفاق وقف إطلاق النار ورغم موافقة الجميع عليه لا يعني انتهاء الحرب إنّما انتهاء معركة ضمن هذه الحرب"، مشيرًا إلى أنّ "الدول التي تخوض معارك كبيرة من دون تحقيق النصر، تشهد هزّات ارتدادية في الداخل، فكيف الحري بإيران التي كانت تضجّ بالاحتجاجات والمظاهرات العديدة خلال العامين المنصرمين".
لذلك، وإن كانت إيران قد ارتاحت من هول الضّربات، مروّجة لسردية الانتصار، فهي تعي تمامًا أن حربًا من نوعٍ آخر تنتظرها في الداخل الإيراني. وفي هذا الإطار، قال آل عاتي: "بعد الهزة الكبيرة التي تلقّتها خلال 12 يومًا، لابد لإيران أن تتحضّر لهزّات ارتدادية خطيرة كنتيجة طبيعية لهذه المعركة الخاسرة".
ومن يراقب التعليق الأوّل للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يلحظ تركيزه الكبير على مخاطبة الشعب الإيراني بالدرجة الأولى، فالقيادة الإيرانية عمومًا تتوجّه في خطاباتها وسرديّاتها وعملها الإعلامي والسّياسي، دائمًا إلى الجبهة الداخلية أكثر مما تتوجّه للخارج، ما يعني أن أهل السلطة في إيران على علم تام أن الضغط الحقيقي والموجع سيأتي حكمًا من الداخل".
وصحيح أنّ الشعب الإيراني تحت القصف، التفّ في مظاهرات حاشدة حول النظام الحاكم، مطيحًا بكل التحليلات التي راحت تتطاير في سمائنا الافتراضية عن توجّه الإيرانيين لاستغلال هذه الفرصة الثمينة والدفع لاتجاه التحرّر من قبضة النظام.
ولكن، رأى آل عاتي أنّه "ربما عندما يشعر الشعب الإيراني بالاستقرار وهبوط أسهم المعركة وأن الوضع أصبح أكثر أمانًا، قد تشهد إيران تحرّك بعض الجبهات الداخلية وليست بالضرورة من الشعب الإيراني وحده بل بدفع خفي من أجهزة الاستخبارات الغربية التي باتت غير بعيدة عن الشارع الإيراني".
وشدّد آل عاتي على أنّ "التّوجّس والتّخوف لدى القيادة الإيرانية ينبع دائمًا من الداخل الإيراني وليس الخارج"، مشيرًا إلى أنّ "النظام لا يعبأ بمن يحملون لواء مقاومته من الخارج مثل المعارضة مريم رجوي أو ولي العهد ابن الشاه الإيراني المنفي رضا بهلوي، فأكثر ما يقلقها هو الجبهة الداخلية الايرانية وتسلّل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية إليها".
ولكن أي دورٍ للمعارضة الإيرانية في خضم كل هذه التطوّرات، أجاب آل عاتي، متسائلا: "هل هناك فعلًا معارضة إيرانية حقيقية"، لافتًا إلى أن "كل من حاول التعامل مع هذه المعارضة لم يتعامل معها بثقة، معيدًا السّبب وراء ذلك إلى أن بعض أطراف هذه المعارضة محسوبون على النظام وإن كان هذا الواقع طيّ الكتمان".
إذًا، إيران ستكون على موعد محتّم مع هزّات ارتدادية على الصعيد الداخلي، وهو ما دفع الكاتب السعودي للتساؤل حول "إمكانية بقاء الجمهورية الاسلامية واستمرارها بوضعها الحالي"، متوقّعًا أن "تكون الأشهر القريبة حُبلى بالتّحركات الخطيرة داخل إيران".
وفي المحصلة، ما سبق ذكره في هذا التقرير، يدل على أنّ مرحلة ما بعد قرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ستشهد تصعيدًا من نوع آخر وهو حرب استخباراتية باتت شبه علنية.