أحكام مشددة بحق 4 جنود أتراك عذبوا لاجئين سوريين حتى الموت

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 27, 2025

أصدرت المحكمة العليا في ولاية أنطاكيا التركية المعروفة بـ "هاتاي" أحكاماً مشددة بالسجن المؤبد على أربعة من عناصر قوات الدرك التي تعرف بالتركية بـ"الجندرما"، إثر إدانتهم بتعذيب لاجئين سوريين حتى الموت داخل مخفر حدودي في قضاء الريحانية خلال شهر آذار 2023.

وكشفت التحقيقات أن تسعة لاجئين سوريين أُلقي القبض عليهم أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية-السورية بطريقة غير شرعية، حيث تمّ اقتيادهم لاحقاً إلى أحد مراكز الجندرما في منطقة الريحانية. وهناك، تعرضوا لتعذيبٍ وحشي، شمل الضرب بالعصي والأسلاك، والإجبار على شرب مادة المازوت، إلى جانب إهانات جسدية ونفسية.

ونتيجة التعذيب، فارق اثنان من اللاجئين الحياة تحت التعذيب وهما: عبد الرزاق القسطل وعبد الستار الحجار، وأظهرت التحقيقات أن إحدى الجثتين دُفنت سرًا في ساحة للخردة داخل المخفر، بينما أُلقي بالجثة الثانية أمام مركز للترحيل، في محاولة للتستر على الجريمة.

وخضع 22 جندياً للتحقيق والمحاكمة، بينهم قادة المخفر. وقدّم بعض الجنود اعترافات مفصّلة، أكدوا فيها أن عمليات التعذيب نُفذت بأوامر مباشرة من الضباط المسؤولين، الذين هددوا العناصر الذين اعترضوا على التعذيب آنذاك. وأظهرت إفادات شهود من عناصر الدرك أنفسهم أن التعذيب كان يتم بانتظام، وأن الضباط أمروا بوسائل تعذيب محددة، وشاركوا بأنفسهم في بعضها، وفق ما أوردت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة.

وأفادت وسائل الإعلام أن المحكمة قضت بالسجن المؤبد مرتين (عن كل ضحية) بحق كل من: الملازم جهانغير شن، قائد المركز وزميله الملازم الأول محمد منكشه والرقيب محمد سوروجو والرقيب مرسل جيلان.

كما حُكم عليهم بالسجن 7 سنوات ونصف إضافية لكل منهم، بسبب إصابة 4 لاجئين آخرين خلال نفس الحادثة وفي المقابل، بُرئ 11 جندياً من تهمة القتل، بينما صدرت بحق عدد من الجنود الآخرين أحكام متفاوتة تتعلق بإخفاء الأدلة أو التسبب بإصابات جسدية.

وكانت هذه القضية قد أثارت موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الحقوقية داخل تركيا وخارجها، خاصة أنها تسلط الضوء على معاناة اللاجئين والمهاجرين عند الحدود، والانتهاكات التي قد يتعرضون لها أثناء الاحتجاز.

ويُعتبر هذا الحكم من أشد الأحكام الصادرة بحق عناصر أمنية في تركيا على خلفية انتهاكات بحق لاجئين، ما يعكس حسب مراقبين "توجّهاً قضائياً نحو محاسبة المتورطين في جرائم التعذيب والقتل خارج القانون، رغم الضغوط والتحديات".

وكان وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أعلن سابقا أن 250 ألفا و64 لاجئاً عادوا من تركيا إلى سوريا منذ سقوط الأسد ولغاية شهر يونيو الجاري. وقد انخفض عدد اللاجئين السوريين إلى 2.7 مليون، وفق الوزير التركي.