خاص- ارتهان الداخل للخارج...بعد لجوء خالد الضاهر إلى الشرع موقف متقدم من البعريني -كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Friday, June 27, 2025
خاص الكلمة اونلاين
كارين القسيس
يبدو أنّ لبنان محكوم بالبقاء في دائرة الارتهان للخارج، وكأنّ كل طائفة فيه تبحث عن مظلّة إقليميّة تحتمي بها كلما اشتدّ الخلاف الداخلي، فمشهد الولاءات المتعدّدة لم يتغير، بل يترسّخ يوماً بعد يوم.
فكما لا يزال الولاء الشيعي للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قائماً وفعّالاً من خلال قوى لبنانية تتبنّى مشروعاً سياسياً وعقائدياً مرتبطاً بإيران، يطلّ النائب السابق خالد الضاهر بتصريح مثير للجدل، يُحذّر فيه من "اللجوء إلى الرئيس السوري أحمد الشرع للدفاع عن السنّة في لبنان إذا استمر استهدافهم"، ما أثار موجة غضب واسعة، كاشفاً عن عمق الأزمة التي يعيشها لبنان، أزمة هويّة وطنيّة جامعة، تغيب أمام مشهد طائفي "منهك" يتوسّل الخارج لحماية الداخل.
وفي خضمّ هذا الجدل، تواصلت "الكلمة أونلاين" مع النائب وليد البعريني، الذي يُشدّد على أنّ الطائفة السُنيّة، بوجود المملكة العربية السعودية، ليست بحاجة إلى أي دعم خارجي آخر، معتبراً أنّ كلام الضاهر يمثّل رأياً شخصياً لا يعبّر عن الطائفة السنيّة كمكوّن أساسي في الوطن.
ويؤكد البعريني أنّ المرجعيّة السياسيّة والدينيّة للسُنّة تنبع أولاً من دار الفتوى، وأنّ السعوديّة تبقى الامتداد الطبيعي والروحي للطائفة.
في ظلّ استمرار مشهد الولاءات للخارج، يبدو أنّ لبنان لا يزال عالقاً في دوّامة الارتهان، حيثُ تستبدل الطوائف انتماءها الوطني بانتماءات بديلة، تستمدّ منها قوتها وحمايتها، فمن الولاء لإيران إلى التلويح بالعودة إلى النظام السوري، يتّضح حجم المأزق الذي يعيشه لبنان، وما دام بعض ممثلي الشعب يختصرون دورهم في استحضار المرجعيات الخارجية كلّما اهتزّ التوازن الداخلي، فإنّ الدولة ستبقى هشّة، تتآكلها مربّعات النفوذ الفئوي، وبالتالي إنّ خطر هذا المسار لا يكمن فقط في تعميق الانقسام، بل في تكريس واقع يُسوّق فيه الاستقواء بالخارج كخيار مشروع، وربّما كضرورة، في حين يُفترض أن يكون الولاء للبنان وحده، دولةً وهويةً ومصيراً.