خاص- إغلاق "هرمز" انتحار فهل تجرؤ طهران؟ ... حرب يكشف الثمن الذي ستدفعه إيران!- تقلا صليبا
شارك هذا الخبر
Monday, June 23, 2025
خاص الكلمة اونلاين
تقلا صليبا
تتصاعد حدّة الصراع الاسرائيلي- الإيراني، وبلغت ذروتها الأولى مع التدخّل الأميركي المباشر من خلال الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية ليل السبت-الأحد الماضي، وقد شكّل هذا التدخّل تحوّلًا استراتيجيًا مهمًا، وبالرغم من أنّه كان مُتوقّعًا ومُنتظرًا، إلا أن ردّات الفعل حوله تفاوتت بين بلد وآخر وبين فريق وآخر.
ومن بين ردّات الفعل الأولية، كان القرار "السياسي" الإيراني بإغلاق مضيق هرمز بوجه النقل البحري، بانتظار موقف "الفريق الأمني" الذي سيكون القرار النهائي بيده، فإذا اختار السير به، سيتمّ إغلاق المضيق، مع كل ما سينتج عنه من انعكاسات على التجارة العالمية، وصولًا إلى ردّات فعل دول عديدة، منها أقرب أصدقاء إيران، لاسيما الصديق الآسيوي الأكبر، الصين، فالبضائع الصينية هي واحدة من أكثر المتضرّرين، والنفط سيكون أحد الضحايا الأساسية، بحيث أن خُمس كمية النفط في العالم تمرّ عبره.
وعن هذه التطوّرات المتتالية والسريعة، يقول الإعلامي والمحلّل السياسي موفّق حرب، لموقع "الكلمة أونلاين"، ان إيران تستخدم سلاح التهديد بشكل دائم، وهي اليوم تحاول الضغط من خلال ورقة المضائق، لاسيما مضيق هرمز، وتلويحها بإغلاقه سيكون ضربة قاضية لها، تحوّل الصراع إلى مواجهة بين "العالم" من جهة وإيران من جهة أخرى، لأن الضرر لا يطال الولايات المتّحدة الأميركية إلا بنسبة قليلة، فيما ستتأذّى بعض دول الخليج، التي تحاول "تصفير" مشاكلها مع إيران، وتخفيف حدّة التوتّر معها، ما يعني أن ما تفعله الدولة المأزومة اليوم، سيكون انتحارًا فعليًا، وضرب غباء وجنون، سيؤدّي إلى زيادة الضربات الاسرائيلية عليها، ودخول أميركي أوسع في هذه الحرب، لأن إغلاق الطرق البحرية، لاسيما تلك التي بقيمة مضيق هرمز، يضرّ بالتجارة العالمية، وقد يؤدّي إلى ارتفاع غير مضبوط بأسعار النفط والسلع، ما سيفاقم النقمة على نظام الخامنئي.
من ناحية أخرى، يُذكّر حرب بما قاله وزير الخارجية الأميركية، ماركو روبيو، الذي "حثّ الصين على التدخّل لمنع حليفتها عن القيام بهكذا خطوة"، قادرة على جلب الويلات عليها، عدا عن الأزمات العالمية التي يُمكن أن تولّدها، فالانتقام من اسرائيل، أو الردّ على ترامب وبلده، لا يكون ضمن مبدأ "نحرق المنزل لنقتل حشرة".
لا يجزم حرب إذا ما كانت إيران ستقوم بالفعل بهذه الخطوة أو لا، ويُبقي الأمر ضمن تحليل واقعي مبني على العقلية الإيرانية وطريقة التصرّف خلال السنوات التي عاشها نظامها الحالي، أما ما يمكن أن يفعله على أرض الواقع اليوم، مع كلّ ما يمرّ به، يبقى بانتظار "الميدان" وما تفرضه مقتضيات المعركة بين الأطراف المتنازعة.