خاص - هل تقايض طهران استسلامها بحماية نظامها؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 23, 2025

خاص - الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

تقف طهران بعدما وصفته ب"الخيانة الاميركية"، باشارة الى تخلي واشنطن عن الحلول الدبلوماسية راضخة لمطالب وضغوط اسرائيل باعتماد الحل العسكري للقضاء على برنامج ايران النووي، امام خيارين احلاهما مر. فكل الضغوط التي مارستها وحلفاؤها لتجنب انخراط واشنطن بحربها مع اسرائيل، ذهبت سُدى مع قرار الرئيس الاميركي توجيه ضربات قاضية لمنشآتها النووي. لذلك ها هي راهنا تدرس بالتنسيق والتشاور مع الروس والصينيين وغيرهم من الحلفاء، خياراتها وان كانت على قناعة ان احدا منهم غير مستعد لمساندتها عسكريا بما يؤدي لاشتعال حرب عالمية ثالثة.

وسيكون على القيادة الايرانية الاختيار بين لعب ما تبقى من اوراقها وبالتالي اعتماد سياسة "عليي وعلى اعدائي" بعدما لم يعد هناك ما تخسره، وبين محاولة امتصاص الصدمة تحت عنوان الحد من الخسائر.
فاذا ما اعتمدت السيناريو الاول، ستبدأ ايران باغلاق مضيق هرمز مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات هائلة على الاقتصاد العالمي ما يؤدي لتحول بعض داعميها بوجه اسرائيل واميركا راهنا الى اخصام جدد، على ان يتولى حلفاؤها الحوثيون بعدها اغلاق مضيق باب المندب، تمهيدا للعب باقي اوراقها في مراحل لاحقة وابرزها استهداف القواعد الاميركية في المنطقة انطلاقا من سوريا والعراق وصولا الى دول الخليج.. سيناريو يعني عمليا انفجار المنطقة وتلقائيا قرار اميركي واضح بالاطاحة بالنظام الايراني الحالي بدءا باغتيال المرشد الاعلى علي خامنئي.

وتدرك طهران ان هناك خيارات اخرى امامها اقل كلفة وان كانت ستعني عمليا استسلامها. اذ ارسلت واشنطن اكثر من رسالة مفادها استعدادها وتل ابيب لوقف الحرب خلال ساعات اذا ما قررت ايران عدم الرد والانتقام او قامت برد رمزي يمكن استيعابه. وبذلك تكون قد قايضت استسلامها بحماية نظامها الحالي، وهو ما يجده مراقبون عن كثب، خيارا ذكيا رغم تداعياته على معنويات شعبها وداعميها كما على المنطقة ككل والتي سيكون قد تم تسليمها عمليا لاسرائيل.

وترى مصادر واسعة الاطلاع انه "صحيح ان ايران استنهضت قواها بعد الضربة المباغتة الاسرائيلية قبل نحو ١٠ ايام وتمكنت من ايلام تل ابيب ممهدة لحرب استنزاف لا يحتملها الاسرائيليون، لكن قرار ترامب الانخراط بالحرب قلب المشهد رأسا على عقب ونسف اي شكل من اشكال التوازن العسكري خاصة وان طهران متروكة لتقاتل وحيدة وبخاصة بعد قرارها هي الاطاحة باستراتيجية وحدة الساحات". وتضيف المصادر:"الخطأ الاستراتيجي القاتل الذي ارتكبته ايران كان قرارها التخلي عن اذرعها وابرزها حزب الله تاركة اياه يواجه مصيره وحيدا.. هي اعتقدت لوهلة ان التضحية بأذرعها سيحميها ويبعد كأس الحرب المرة عنها، فاذا بالحرب تطرق ابوابها بعد اشهر قليلة لتضع حدا لنفوذها في المنطقة ولبرنامجها النووي في آن".

اذا مصير ايران والمنطقة راهنا بين يدي خامنئي، فهل يرفع الراية البيضاء معلنا انطلاق مرحلة طويلة من الانكفاء الايراني، ام يبقي على راية الانتقام الحمراء مرفوعة فيكون صيف المنطقة حام ودمويّ ومفتوح على سيناريوهات هوليوودية غير متوقعة؟