الجميزة تحتفل بعيد الموسيقى العالمي 2025... تنظيم: جمعية إنماء الجميزة – للسنة الثالثة والعشرين على التوالي
شارك هذا الخبر
Sunday, June 22, 2025
بمناسبة عيد الموسيقى العالمي، نظّمت جمعية إنماء الجميزة حفلاً موسيقياً مساء الجمعة 20 حزيران 2025 في قلب شارع غورو، على مدخل درج مار نقولا، وسط أجواء موسيقية استثنائية استحضرت ذاكرة فنية عريقة وحنيناً إلى الفنون الراقية التي لطالما ميّزت هذا الحدث السنوي في الجميزة، من دون أن نغفل لمسة الأجواء اللبنانية والطربية.
شهد الحفل حضور عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم عقيلة رئيس الحكومة السفيرة السابقة سحر بعلصيري، أصحاب المعالي الوزراء: وزير الاقتصاد والتجارة د. عامر بساط، وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، وحضر أيضًا عدد من السادة النواب، وهم: نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، نديم الجميل، جهاد بقرادوني، نيكولا صحناوي، والوزراء والنواب السابقون ميشال فرعون و ريشار كيومجيان، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود. كما حضرت مديرة مكتب رئيس مجلس الوزراء، سفيرة لبنان لدى الأونيسكو هند درويش، إلى جانب نائب رئيس المجلس البلدي راغب حداد، بالإضافة إلى أعضاء من مجلس بلدية بيروت، ووجوه روحية ومدنية، وحشد من أهالي الجميزة وزوارها.
بدأت الأمسية بتقرير عن تاريخ الجميزة وصور جمعت بين الأمس والحاضر بعدها افتتح البرنامج الفني التينور مارك رعيدي بأداء أوبرالي ساحر.
ثم كانت فقرة الافتتاح الرسمي مع النشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة ترحيبية لرئيس الجمعية السيد توفيق طاسو، شدد فيها على المثابرة رغم الصعوبات، والتزام الجمعية برسالتها الثقافية والإنمائية في الجميزة منذ أكثر من ثلاثة عقود. كما أشار إلى أنّ الجمعية، تناضل من أجل تطوير منطقة الجميزة على مستوى البنية التحتية والخدمات العامة، بالتعاون مع السلطات المحلية. ولفت إلى أن دور الجمعية لا يقتصر على تنظيم المناسبات، بل يشمل الحفاظ على هوية الجميزة التراثية، وضمان بيئة سليمة لسكانها، ومعالجة تحديات السير والمواقف.وأشار إلى أن الرؤية المستقبلية للجمعية تقوم على دمج الأصالة مع الحداثة، بحيث تبقى الجميزة حيًا نابضًا يعكس روح بيروت الثقافية، ويجمع بين الازدهار الاقتصادي والحياة الحضرية الراقية.
ثم ألقت نائبة رئيس الجمعية معالي الوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق كلمة مؤثرة أعادت فيها إحياء ذكريات الطفولة في الجميزة، وأشادت بروح التحدي لدى أهالي المنطقة الذين تغلّبوا على المصاعب بحبّهم للحياة، مؤكدة أن الجميزة "لن تموت، لأنها قلب بيروت النابض" تنهض دائمًا من تحت الركام، وخاصة بعد كارثة 4 آب. كما شددت على التمسّك بالأمل وبحب الحياة، متمنية للبنان السلام ولشعبه الطمأنينة. وأشارت إلى أن الحي شهد تحوّلات كبيرة، لكنه حافظ على هويته، وأنه بفضل جهود الجمعية والأهالي عاد ليكون مركزًا للحياة الفنية في بيروت.
ثم ألقى محافظ بيروت، القاضي مروان عبود، كلمة ارتجالية أعرب فيها عن حبّه العميق لشارع الجمّيزة، الذي يُجسّد ثقافة بيروت وروحها. وذكر أنّه حين يُسأل عن بيروت، يجيب بأنّ بيروت موجودة داخل شارع الجمّيزة. كما عبّر عن خشيته، بعد انفجار مرفأ بيروت، من أن تُهدم بيوت هذا الشارع القديمة لتُقام مكانها أبنية حديثة تمحو ثقافة هذا المكان. وجدّد تأكيده على موقفه السابق بقوله: "بقصّ إيدي وما بمضي على هدم بناية في هذا الشارع." وأضاف أنّه كلّما مرّ من هذا المكان، يكبر قلبه بوجوده. كما أنّه يَعِدُ أبناء بيروت وشارع الجمّيزة بالعمل على إصلاح الطريق والحُفَر، موضحًا أنّ هذه الأعمال تحتاج إلى تمويل، وأنّه يتابع جميع الاتصالات اللازمة، ويأمل أن تبدأ الأشغال خلال أسبوعين إلى ثلاثة كحدّ أقصى.
بعد الكلمات الافتتاحية استأنفت الفنانة ميشا مع فرقتها البرنامج الفني بباقة من الموسيقى العالمية المنوعة إضافة الى الأغنيات الحماسية اللبنانية. أما الختام، فكان مع الفنان ربيع سلامة الذي قدّم وصلة غنائية شرقية لبنانية تفاعل معها الجمهور حتى منتصف الليل.
بهذا الحفل، تؤكد جمعية إنماء الجميزة مرّة جديدة إصرارها على إحياء الدور الثقافي والفني للجميزة، والحفاظ على تراثها الحيّ كمساحة حضارية تليق بوجه بيروت الأجمل، وتعبّر عن إرادة اللبنانيين في النهضة والتجدد رغم كل الظروف.