عن تجنيب لبنان أي انعكاسات سلبية... جابر: "نعوّل على وعي قياداتنا"
شارك هذا الخبر
Sunday, June 22, 2025
رأى وزير المال ياسين جابر ان "المنطقة تمر بظروف مصيرية وخطرة، لكننا ما زلنا نعوّل على وحدتنا ووعي قياداتنا، وهذا ما نلمسه بما يتمتع به مسؤولونا في الدولة، من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ومن الحكومة مجتمعة، من حكمة ودراية وسبل تعاط، فالموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات تنعكس سلباً على أوضاعنا الداخلية، وهذا ما يمنحنا ثقة تدفع بنا الى استكمال التقاط انفاسنا الاقتصادية والمالية"، معتبرا ان "ما يعطينا الدافع، أن الموقف الرسمي محصن ومتوثب لإعلاء مصلحة لبنان العليا، مسخراً كل ما يلزم من خطوات داخلية وعلاقات خارجية في سبيل إعادة نهوض لبنان، وضمان إعادة إعماره".
الوزير جابر كان يتحدث خلال رعايته الاحتفال الذي اقامته ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية لتخريج الدفعة الاربعين من تلامذتها في الصفوف المنتهية بعنوان "من الرماد الى السماء"، وحضره النائب هاني قبيسي، علي قانصو ممثلا النائب محمد رعد، محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، فضل جابر ممثلا النائب ناصر جابر، محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس مكتب شؤون الجنسية في المديرية العامة للامن العام العميد فوزي شمعون، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العميد علي اسماعيل، ليندا وهبي ممثلة المنطقة التربوية في محافظة النبطية، رئيس رابطة الزين في لبنان سعد الزين، رئيس جمعية تجار النبطية موسى شميساني، المفتش التربوي فاتن جمعة، خالد بدرالدين ممثلا رئيس بلدية النبطية، مدير ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية عباس شميساني، وشخصيات تربوية واجتماعية وبلدية وأهالي الطلاب المكرمين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الثانوية افتتاحا، ودخول موكب الطلاب المتخرجين، ثم تسليم شعلة الثانوية من الطلاب المتخرجين الى الطلاب الذين سيحلون في الصفوف المنتهية العام المقبل، القى المربي ناصيف قاسم كلمة ترحيبية، ثم توالي الطلاب علي علي احمد، عباس صفا، نغم حايك، ليا جمعة، علي ابراهيم، وجيسيكا جواد على القاء كلمات باسم زملائهم المتخرجين، ومن ثم قدم طلاب لوحات فنية وفولكلورية. وكانت كلمة رئيسة الثانوية الاخت ماري توما رحبت فيها بالحضور وبراعي الاحتفال "الصديق الدائم للمدرسة، وابن هذه المدينة الطيبة والمضحيّة، الوزير ياسين جابر". وقالت:" المناسبة هذا العام مميّزة بكل ما للكلمة من معنى. هي مميّزة أولاً بحضور معالي الوزير الذي يحمل في قلبه هوى الوطن ويجسد في عمله همومه وتطلعاته. ووجوده معنا ليس فقط تشريفاً، بل تأكيد على عمق العلاقة بين أبناء هذه المدينة العريقة بأهلها ومؤسساتها التربوية، وعلى إيماننا جميعاً بأنّ العلم هو حجر الأساس لبناء مستقبل افضل".
اضافت: "مدرستنا كانت ولم تزل بيتاً للقيم ومنارة للأخلاق. لقد حرصنا دائماً أن نغرسها في نفوس أبنائنا، كما نغرس فيهم حبّ الوطن والانتماء، من أجل بناء جيل جدید قادر على مواكبة العصر، دون أن يتخلّى عن أصالته وجذوره، وهنا لا يسعني إلا أن أوجه تحيّة تقدير إلى أولياء الأمور، شركائنا الحقيقيين في هذه الرحلة، كما أتوجه بالتحية وأعبر عن اعتزازي وتقديري لأخواتي الراهبات ومديرات الأقسام، ولأسرتنا التربوية، لما أظهروه من شجاعة واندفاع وحرص على تفانيهم في استعادة انتظام العمل التربوي، لمواصلة مسيرتنا بكل عزم وإصرار".
وختمت: "وها نحن الآن نحتفل بثمرة هذا العطاء، فنخرج فوجاً استثنائياً. لم يكن متميزاً بتفوقه العلمي فحسب، بل بأخلاقه العالية وتربيته الرفيعة. لقد ودعوا مدرستهم وداعاً راقياً يليق بهم، فأثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، وكانوا صورة مشرقة لما حلمنا به دائماً. وإليهم أقول: أنتم سفراء هذه القصة، قصة التحدّي، وأنتم الامتداد الطبيعي للصمود فكونوا كما كنتم دائماً، شعلة لا تنطفئ، وراية لا تسقط وخذوا من مدرستكم ذاكرة عزيمة لا تلين. وتذكروا دائماً أن من يملك الأخلاق والعلم يملك مفاتيح الحياة".
وكانت كلمة للمربية مايا طباجة، تلاها رقصة التخرج للطلاب المكرمين، ثم قدم الفنان نادر خوري باقة من الاغاني الوطنية، وكانت كلمة راعي الاحتفال الوزير جابر فقال: "لو لم ادع لأكون راعياً لاحتفالكم اليوم، تأكدوا حتماً اني كنت لاكون بينكم ومعكم خصوصاً في هذه الأيام الصعبة والمؤلمة، لنؤكد سوياً في رسالة الى الجميع أن النبطية والجنوب، كما سائر مدنه وقراه، لن يستسلم للموت بل يصنع من كل محاولات القتل قوة تبعث روحاً متجددة، تعطي دروساً في صناعة حياة للبنان في صورة تعكس ما يمثله تجذر الراهبات الانطونيات في النبطية بالذات ودورهن ورسالتهن كنموذج صارخ للحمة الجنوبيين أبناء العيش الواحد والمصير الواحد والحلم الواحد".
وقال: "في كل مرة، كان هذا الصرح التربوي والرسالي يتعرض للقتل من خلال الاستهداف التدميري جراء القصف الاسرائيلي، كنا نشهد على نهوضه أصلب وأقوى متحدياً بشهادته للإيمان المترسخ بالصمود والبقاء وعشق الحياة، وبشهاداته التي حملها خريجوه من رجال ونساء الذين يسجلون اليوم في كل المرافق التي تبوؤا فيها أعلى المراتب في الداخل والخارج، شتى محاولات التشويش على أصالة أبناء هذه الأرض، وعلى ثقافة المحبة فيها، مستمدين من مدرسة الحسين والمسيح التضحية في سبيل الخلاص، واليوم، وبعدما أصاب هذه المدرسة من استهداف حاقد دمّر اجزاء أساسية منها، نراكن كطائر الفينيق تنهضن وبإيمان كاسرين منطق الاستسلام لتثبتن كما قال السيد المسيح من كان لديه ايمان كحبة الخردل لقادر على نقل الجبال".
وأضاف: "صحيح أن المنطقة تمر بظروف مصيرية وخطرة، لكننا ما زلنا نعوّل على وحدتنا ووعي قياداتنا، وهذا ما نلمسه بما يتمتع به مسؤولونا في الدولة من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ومن الحكومة مجتمعة، من حكمة ودراية وسبل تعاط، فالموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات تنعكس سلباً على أوضاعنا الداخلية، وهذا ما يمنحنا ثقة تدفع بنا الى استكمال التقاط انفاسنا الاقتصادية والمالية، وتنظيم ماليتنا العامة وقطاعنا المصرفي وضمان استراداد المودعين لأموالهم، واستكمال الخطوات الاصلاحية عبر القوانين التي تحتاجها والتي اعطاها المجلس النيابي الأولوية في اقرارها ومناقشة ما تبقى منها، وهو في موقع الجهوزية لتلقي ما تبقى".
وتابع: "ما يعطينا الدافع، أن الموقف الرسمي محصن ومتوثب لإعلاء مصلحة لبنان العليا، مسخراً كل ما يلزم من خطوات داخلية وعلاقات خارجية في سبيل إعادة نهوض لبنان، وضمان إعادة إعماره ، وإن ما قامت به الدولة من خطوات ساهم إلى حدٍ في استعادة ثقة المجتمع الدولي ببلدنا، وباعادة تبديل أداء عدد من المؤسسات الدولية تجاهنا التي نراها تنشط في مد يد المساعدة مادياً وتقنياً وتحديثياً لأكثر من قطاع حيوي، سواء من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي أطلقنا معه سوياً صندوقاً لإعادة إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة يجمع مليار دولار أميركي، وكانت خميرته ٢٥٠ مليون دولار نسعى لرفعها الى ٤٠٠ مليار من البنك الدولي، لنستكمل ما تبقى من الجهات المانحة التي ابدى العديد منهم استعداداً للمساهمة، وهذا يفتح الباب على تشجيع آخرين للحذو حذوهم، كما يفتح باباً لتشجيع المستثمرين الذين سيكون لاستثماراتهم دور اساسي وهام في تعزيز الأوضاع الاقتصادية والمالية وتحسين سبل العيش الكريم وتحقيق نمو مستدام وعدالة اجتماعية".
وختم جابر: "لا تظنن أن هذه احلام أو أوهام، نعرف أننا أمام تحديات صعبة، جراء الأعمال الحربية القائمة، فنحن نعيش في شرق أوسط ساخن، مهتز، لكن إذا عرفنا كيف نجنب وطننا الانعكاسات السلبية لها، بعدما دفعنا من ارواحنا وممتلكاتنا أغلى الأثمان، وإذا نجحنا في تحصين وحدتنا، وتعزيز استقرارنا الأمني، وحفظ سيادتنا المقرونة بصون كرامتنا الوطنية فإننا لقادرون على أن نترجم الاحلام الى حقيقة وواقع ملموس، ولن أطيل أكثر، مبروك للخريجين الجدد، وكل الرجاء أن تفتح أمامهم مجالات الاختصاص المبدع والمنتج، والشكر كل الشكر للأخوات راهبات الأنطونية على ما قدمن ويقدمن للنبطية ولكل من قصد مدرستهن من زاد علمي وتربوي وثقافي ونهج جامع مفعم بالأمل، دامت مؤسستكم مدرسة جامعة وحاضنة، سوياً نشأنا وسوياً عشنا المصير وسوياً نبني المستقبل، عشتم، دام تقدم وازدهار صرحكن العلمي، الذي نأمل ان ينمو ويكبر من خلالكن بكن، سلم لبنان" .
بعد ذلك، قدمت الاخت توما درعا تذكارية للوزير جابر، ثم وزعا شهادات تقديرية على الطلاب المتخرجين.