خاص- السعودية قلب المشروع الإنقاذي للبنان... فهل يُسمح بتحويل بيروت منبر عداء لها؟ - كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Friday, June 20, 2025
خاص الكلمة اونلاين كارين القسيس
في وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط تحوّلات حادّة وتحديات متزايدة، تواصل المملكة العربية السعودية، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نهجها الثابت في دعم استقرار المنطقة وتعزيز التنمية، واضعةً لبنان في صلب أولوياتها ضمن رؤية شاملة تهدف إلى إعادة إحياء دوره الحضاري والتاريخي، غير أنّ هذه المساعي البنّاءة تصطدم بمحاولات تخريبية تنبع من قلب العاصمة اللبنانية، وتحديداً من داخل السفارة الإيرانية، بحسب ما تم تداوله في وسائل الاعلام، حيث أصدرت السفارة رسائل عدائيّة تجاه "المملكة" في مشهد يُثير القلق. وبحسب اوساط سياسية فإن هذا المشهد الذي انكشف عن طريق الخطأ، يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى جدية لبنان في حماية علاقاته العربية، ويتخوّف من وجود أجندات ظلاميّة تحاول جرّ البلاد إلى أتون الفتنة والعداء. الصحافي طوني بولس، يكشف في حديثه لـ"الكلمة أونلاين" أنّ التحضيرات المعتادة لأي مؤتمر تتضمّن اختبارات دقيقة للصوت والصورة لضمان جودة البث، لكن ما حدث في هذا المؤتمر كان استثناءً، إذ عُرض فيديو دعائي مشبوه قبل اكتمال الحضور، تضمّن عبارات حادة وجريئة بلغت حد التلميح بزوال المملكة العربية السعودية، في مشهد مؤسف ، وثقته وسيلة اعلامية.
ويرى أنّه بالرغم من أن هذا الفيديو لم يُعرض رسمياً خلال المؤتمر، إلاّ أنّ مجرّد وجوده داخل السفارة الإيرانية وفي هذا الشكل المسيء والمهدد للمملكة ولآل سعود يكشف عن نوايا سيئة وخطيرة، مشدداً على أن هذه الحادثة تستوجب تحركاً سريعاً من السلطات اللبنانية، خصوصاً وزارتي الخارجية والداخلية، إلى جانب ضرورة تدخل رئاسة الجمهورية للتحقيق في هذا الأمر بدقة، إذ إنّ التغاضي عن مثل هذه التجاوزات يُعدّ تهديداً مباشراً للعلاقات اللبنانيّة- السعوديّة.
وتساءل بولس، هل تحوّل لبنان إلى منصة لاستهداف الدول العربية، وعلى رأسها السعودية؟ وهل يمكن للدولة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام استباحة سيادتها من خلال بثّ رسائل الحقد والعداء من داخل أراضيها؟ هذه الأسئلة تتطلب وقفة جادّة وإجراءات حازمة لردع كل من تسوّل له نفسه العبث بوحدة الصف العربي.
إنّ مثل هذه الوقائع ليست مجرّد حوادث عابرة، بل تعكس أجندات مشبوهة تهدف إلى زعزعة استقرار لبنان وتقويض علاقاته الأخوية، التي طالما شكّلت ركيزةً للأمن والازدهار، لذا، فإنّ من الضروري أن تتخذ جميع الأطراف المعنية موقفاً حاسماً وواضحاً يضع حداً لمحاولات الفتنة، وخصوصاً تلك التي تصدر من داخل الأراضي اللبنانية، حفاظاً على كرامة المملكة العربية السعودية، وصوناً للعلاقات الأخوية معها، ولضمان مستقبلٍ مشرق يسوده السلام والتعاون.