ناشونال إنترست- العراق في مرمى نيران الحرب الإسرائيلية الإيرانية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 19, 2025

تناول سيث جاي. فرانتسمان، زميل مشارك في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" البحثية الأمريكية، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على العراق، الذي كان يمرّ بأزمة سياسية وأمنية حتى قبل اندلاع هذه المواجهة المباشرة.

العراق بين قاعدة أمريكية وميليشيات موالية لطهران
عشية الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، كانت وزارة الخارجية الأمريكية تُعدّ خططاً محتملة لإجلاء موظفيها من العراق، تحسباً لهجمات ميليشيات موالية لإيران سبق أن استهدفت السفارة الأمريكية في بغداد والقوات الأمريكية المنتشرة هناك ضمن التحالف الدولي لمحاربة فلول تنظيم داعش الإرهابي.

يستضيف العراق آلاف المقاتلين في "الحشد الشعبي" الموالي لإيران، والذين يكنّ كثير منهم عداءً علنياً للوجود الأمريكي. وقد شنّت بعض تلك الجماعات هجمات بطائرات مسيّرة انتحارية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية.

أزمة كردستان: خلافات الطاقة واستهداف بالطائرات المسيّرة
وأشار الكاتب إلى أن أزمة العراق لم تبدأ مع الضربة الإسرائيلية، فقد كانت تتصاعد منذ مايو (أيار) حين وقّع إقليم كردستان العراق اتفاقيات ضخمة في مجال الطاقة مع شركتي HKN Energy وWesternZagros بقيمة قد تصل إلى 110 مليارات دولار.

أثارت هذه الخطوة غضب بغداد، التي تخوض منذ سنوات صراعاً مريراً مع حكومة الإقليم حول السيادة على ملف النفط.

وبينما طوّر الإقليم البنية التحتية لقطاع الطاقة خلال حرب داعش، عادت بغداد بعد هزيمة التنظيم لمحاولة فرض سيطرتها، وبلغ التوتر ذروته في عام 2017 إثر مسعى كردي للاستقلال أسفر عن مواجهات في كركوك. ومنذ ذلك الحين، استخدمت ميليشيات مدعومة من إيران الطائرات المسيّرة لاستهداف منشآت الطاقة في كردستان.

تصعيد سياسي واقتصادي بإيعاز إيراني
ولا يقتصر الصراع بين بغداد وأربيل على الطاقة؛ فقد عمدت الحكومة العراقية إلى تقليص رواتب موظفي حكومة الإقليم، وسعت - بضغط من طهران - إلى نزع سلاح الفصائل الكردية المعارضة لإيران المتمركزة في شمال العراق.

رفضت بغداد الاتفاقيات النفطية الجديدة، ووصفتها بأنها "باطلة"، بينما أبدت إدارة ترامب دعماً ضمنياً لها. لكن مع تصاعد الأزمة الإقليمية إثر الضربات الإسرائيلية، تحوّل الاهتمام عن الخلافات النفطية إلى التطورات الأمنية الأوسع.

الدور الأمريكي والتداعيات الإقليمية
يحتل العراق موقعاً استراتيجياً للقوات الأمريكية التي بدأت انسحاباً تدريجياً من سوريا المجاورة. كما أن وحدات الجيش الأمريكي في العراق تلعب دوراً في احتواء داعش، وتحظى بعلاقات وثيقة مع حكومة إقليم كردستان، على عكس ما تواجهه في بغداد ومحيطها من تهديدات متكررة.

في موازاة ذلك، تواصل واشنطن مطالبة بغداد بالإفراج عن الباحثة إليزابيث تسوركوف، المختطفة منذ 2023 على يد "كتائب حزب الله"، وهي ميليشيا عراقية تابعة لإيران مصنفة أمريكياً منظمة إرهابية، وكان زعيمها السابق أبو مهدي المهندس قد قُتل إلى جانب قاسم سليماني في غارة أمريكية مطلع 2020، في دليل إضافي على عمق الصلة بين طهران وتلك الجماعات.

العراق مهدد بالانجرار إلى الصراع
مع تحليق المسيّرات والصواريخ الإيرانية فوق أجواء العراق وإغلاق مطاراته، تعيش البلاد على صفيح ساخن. وقد أُبلغ عن وقوع انفجارات يُعتقد أن لها صلة بالأزمة. ومثلما حدث في أزمات سابقة، ثمة خشية من أن تستغل الميليشيات الموالية لإيران الحرب مع إسرائيل لتصعيد الهجمات ضد الوجود الأمريكي، لا سيما في كردستان، التي سبق أن تعرّضت لهجمات صاروخية إيرانية بدعوى استهداف "عملاء إسرائيليين".

صوت كردي ضد طهران
أدانت الفصائل الكردية المعارضة لإيران في شمال العراق التصعيد الإيراني، حيث اعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني أن "سياسات النظام الإيراني العدوانية والاستفزازية قد جلبت الحرب إلى أراضيه". ودعت حركة "بيجاك" الكردية بدورها إلى تنظيم احتجاجات داخل إيران.

استقرار المنطقة على المحك
في ظل هذا المشهد المتفجر، يخلص الكاتب إلى أن خطر امتداد الحرب إلى العراق بات حقيقياً، مما يشكل تهديداً واسعاً لاستقرار المنطقة.

وعلى ضوء هذه المستجدات، تكتسب أربيل - بوصفها منطقة مستقرة نسبياً ومزدهرة اقتصادياً - أهمية متزايدة في الحسابات الأمريكية، وسط محيط تحيط به الأخطار الإيرانية من كل جانب. ورأى الكاتب أن حماية هذا الاستقرار أضحى أولوية لا غنى عنها للحيلولة دون مزيد من التدهور الإقليمي.


24.AE