لماذا تحجب واشنطن قاذفة "بي-52" عن إسرائيل؟.. 4 أسباب واعتبارات
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 18, 2025
أثارت وسائل إعلام عبرية في خضم ترقب احتمالية دخول الولايات المتحدة على خط الهجوم على إيران، تساؤلات قديمة وجديدة بشأن أسباب حجب الولايات المتحدة أسلحة استراتيجية، كقاذفة القنابل الضخمة "بي-52"، عن حليفتها إسرائيل.
4 أسباب.. واعتبارات ونوهت إفادات عسكرية إسرائيلية، بأن واشنطن لا تمنح القذائف الاستراتيجية الضخمة وطائرات "بي-52" لإسرائيل؛ خشية تسرب هذه التكنولوجيا العسكرية إلى دول أخرى كالصين وغيرها، على نحو يغير موازين القوى العالمية. وذكرت هذه الإفادات أن واشنطن ترفض أيضاً منح تل أبيب أسلحة استراتيجية أخرى ومعدات عسكرية محددة، لجعل حصرية التفوق للجيش الأميركي فقط. وأضافت مواقع عسكرية إسرائيلية متخصصة أسباباً أخرى، أبرزها حساسية نقل أي أسلحة نووية أو قاذفات استراتيجية، خصوصاً أن قاذفات "بي-52" مصممة أساسا لمهام استراتيجية بعيدة المدى، ويمكنها حمل أسلحة نووية وتنفيذ ضربات حاسمة، ما يجعل نقلها لأطراف أخرى من المحرّمات الأميركية. وأما السبب الثالث، فهو أن هذا السلاح الاستراتيجي يُستخدم كـ"أداة ردع وضغط حصرية"، تحرص الولايات المتحدة عبرها إعطاء إشارة بشأن قدرتها على التدخل السريع والقوي عند الحاجة. بينما يكمن السبب الرابع، في أن ما تمتلكه إسرائيل من قدرات دفاعية وهجومية، تكفي لتنفيذ مهام استراتيجية، ومن دون الحاجة إلى قاذفات ثقيلة مثل "بي-52" التي يصعب إخفاؤها وتتطلب بنية تحتية خاصة.
ساعات حاسمة؟ وبخصوص فرص التدخل الأميركي في قصف مفاعل "فوردو" النووي، رأت قراءات عسكرية إسرائيلية أن المشاركة الأميركية حتمية في ظل الوصول إلى مرحلة "كسر العظم" مع إيران، لكن السؤال "متى ستتدخل أميركا.. وكيف؟". وكشفت هيئة البث العبرية عن حديث أميركي وراء الكواليس، لتخيير طهران بين تفكيك البرنامج النووي وبين انضمامها للهجوم. ووفق الإذاعة العبرية الرسمية، فإن الساعات والأيام المقبلة حاسمة بالنسبة لمسار الحرب، سواء بطولها أو قصرها، وحتى مآلاتها وكيفية انتهائها. بينما نقل المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" عن جهات عسكرية، بأن سرعة تنفيذ خطة الجيش الإسرائيلي بخصوص إيران، تزيد بنحو 3 أضعاف عن السرعة المتوقعة قبل التنفيذ. تركيز على مفاعلين! ووفق مواقع عسكرية إسرائيلية، فإن هناك مفاعلان إيرانيان "مقلقان"، أولهما مفاعل نطنز في أصفهان، والذي تدّعي تل أبيب أنها أحدثت فيه ضررا كبيراً جراء هجماتها الأخيرة، وأيضاً مفاعل "فوردو" في قلب جبال مدينة قم، وهو مفاعل لا يمكن للأسلحة التقليدية التعامل معه، لكونه يقع في عمق 80 إلى 90 متراً تحت الأرض، ومحمي بطبقات صخور صلبة وخرسانة مسلحة، ما يجعله شديد التحصين ضد الهجمات الجوية التقليدية. ووفق تلفزيون "مكان" العبري، فإن التدخل الأميركي المقصود هو استهداف مفاعل فوردو، وأما بقية الأمور فيمكن لإسرائيل التعامل معها، وأن لديها الخطة الخاصة بذلك.
تباينات استخباراتية أميركية! لكن مراسلين عسكريين إسرائيليين أقروا بوجود تباينات داخل مجتمع المخابرات الأميركي نفسه، وليس فقط مع إسرائيل، بشأن النسبة الحقيقية التي وصلتها إيران في تخصيب اليورانيوم، موضحين أن استخبارات القيادة المركزية الأميركية في المنطقة "سنتكوم"، تتوافق تماماً مع التقديرات الإسرائيلية، بينما تعتقد وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" وجهات استخباراتية أميركية أخرى، أن نسبة التخصيب الإيراني أقل مما تعتقده تل أبيب و"سنتكوم". وبحسب المعطيات، فإن قائد "سنتكوم" الجنرال الأميركي مايكل كوريلا، هو الأكثر حماسة في التدخل بالهجوم على إيران، وأدى جهداً كبيرا في إقناع دوائر صنع القرار بواشنطن؛ لاتخاذ قرار المشاركة العاجلة.
"نقطة التغيير الاستراتيجي" وتقول أميركا وإسرائيل إن الإشكالية ليس فقط ببرنامج إيران النووي، بل أيضاً الصاروخي، عدا عن قرار أميركي وغربي بضرورة تحييد نهائي للجمهورية الإسلامية عسكرياً وسياسياً. فيما نقل المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" العبري عن قائد عسكري إسرائيلي، أن هدف الحرب الأوسع هو الوصول إلى "نقطة التغيير الاستراتيجي" بالمنطقة. وفي يوميات الحرب، يركز الجيش الإسرائيلي الآن على تدمير منصات الصواريخ أكثر من مخازن الصواريخ نفسها؛ لأن الأخيرة تفقد قيمتها بانعدام المنصات، وسط تقديرات إسرائيلية بامتلاك طهران مئات المنصات، وتدمير 200 منها تقريباً. لكن التحدي الأكبر بحسب محللين عسكريين إسرائيليين، هو أن الجيش الإسرائيلي بإمكانه اكتشاف المنصات المتحركة واستهدافها، لكنه يجد صعوبة في الرصد المبكر للمنصات الثابتة داخل أنفاق وباطن الجبال، حيث تُرصد بشكل متأخر عبر الأقمار الاصطناعية.
الخسائر الإسرائيلية وبشأن الخسائر، تدعي إسرائيل أنه رغم الدمار الكبير بفعل الصواريخ الإيرانية، إلا أن الخسائر ما زالت في "حدود الاستيعاب"، طالما لم تستهدف الأمونيا ومفاعل ديمونا وشركة كهرباء الخضيرة التي تولد التيار الكهربائي لنصف إسرائيل. وأضافت أن عدد القتلى ما زال أيضاً أقل مما توقعته المؤسسة العسكرية، حيث وصل إلى 25 قتيلا حتى الآن، وهو أقل بكثير من العدد الذي قدّرته بين 800 و 4 آلاف قتيل. وفي ظل تقارير أميركية عن مواجهة إسرائيل نقصا بعدد صواريخ منظومة "آرو" الاعتراضية (حيتس)، ذكرت أقلام عبرية أن الجيش يتبع "المفاضلة" بعملية التصدي، حيث تواجه منظومة القبة الحديدية الصواريخ الأقل ضرراً، فيما تتصدى "آرو" للصواريخ الأخطر. مع العلم، أن تكلفة صاروخ "آرو" الاعتراضي تُقدر بمليونين ونصف دولار، وأما صاروخ القبة الحديدية، فيبلغ 50 ألف دولار. وليس مُستبعداً أن تكون إثارة النقص بالصواريخ الاعتراضية "خدعة استخباراتية"، تهدف إلى استسهال الإيرانيين اقتراف "خطأ" يفيد إسرائيل عسكرياً ومعلوماتياً، فهي لم تبدأ الحرب إلا بعد ملء مخزون دفاعاتها الجوية.