خاص - تحذير عربي حازم قد يغيّر قواعد اللعبة... وإيران تدق باب السعودية! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 17, 2025

خاص "الكلمة أونلاين"

هند سعادة


أصدر وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية، أمس الإثنين، بيانًا مشتركًا تركّز حول ثلاث نقاط: إدانة الهجمات الإسرائيلية ضد ايران، أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، أهمية احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية وعدم تقويض أمن الملاحة الدولية.
صدور هذا البيان بما يحمله من مواقف حاسمة، والذي يشكّل خطوة بالغة الأهمية في المضمون، يتزامن مع كشف وكالة "رويترز" عن مصدر مطّلع قوله إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عمان إبلاغ واشنطن استعدادها لإبداء مرونة في المحادثات النووية إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي هذا الإطار، كشف الصحافي والكاتب السعودي مبارك آل عاتي، في حديث تلفزيوني أن "عددًا من الدول تتسابق لبذل جهود دبلوماسية دولية في سبيل خلق أجواء تسمح ببدء مسار التهدئة بين إسرائيل وإيران، علمًا أن الوقائع تشير حتى الآن، إلى أنه من المبكّر الحديث عن أي وساطة أو هدنة، فهذه المبادرات في بداياتها ومركز القرار ما زال بيد المسؤولين العسكريين وليس أهل السياسة، خصوصًا أن هذا الواقع يترافق مع تصلّب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنه يريد فعلًا انتهاز اللحظة التاريخية التي تمر بها المنطقة وإيران ليصفي الحسابات، ما لم تتأثّر الجبهة الداخلية الاسرائيلية في ضربة موجعة".
وعلى صعيد الوساطات القائمة، أشار الكاتب السعودي أن "جهودًا كبيرة تبذل والاتصالان الهاتفيان الذان أجراهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يتأتيان في هذا الإطار، لاسيما أن دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر المجموعات المعنية بتأثير هذه الحرب".
في المقابل، رأى آل عاتي أن "الوقت لا يزال مبكّرًا للحديث عن إمكانية نجاح هذه الوساطات، فرغم المساعي القائمة إلّا أنّ الجانبين الإيراني والاسرائيلي ليسا في صدد الاستماع لأية مشورات، فإسرائيل تستمع فقط لواشنطن، أما الجانب الايراني فيبدو أنّه فقد الثقة بالجانب الروسي والصيني، ويحلّق وحيدًا، في مقابل إبدائه الثقة بالجانب السعودي والعماني والقطري ولكن الظروف غير مهيئة لبدء أية وساطة".
وتطرّق آل عاتي إلى تغريدة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأخيرة، معتبرًا أنها "توحي بأن إيران تريد وساطة بأسرع وقت ممكن حتى لو كان الخطاب السياسي الموجّه للخارج عالي النبرة إلا أن الخطاب الدبلوماسي الموازي للرئيس وعراقجي يدل على أن طهران تريد تفعيل هذه الوساطة بقوة مع الرئيس الأميركي".
وأفاد الكاتب السعودي بأنّه "بات هناك تباين واضح في الأجنحة الإيرانية، إذ إن الجناح الأول الذي يضمّ المرشد الإيراني والمحيطين به يريدون استمرار التّمدد بالمبادئ التي قامت عليها الثورة الايرانية، في حين أن الجناح الثاني يضم أصواتًا كانت في الخطوط الخلفية وبدأت بالتقدّم الى الخطوط الأمامية وهي تريد تغليب المصلحة الإيرانية الوطنية والاستماع إلى الوساطات والنصائح الدولية حتى لا تخسر إيران كل شيء".
وعن تشديد البيان على "أهمية احترام حرية الملاحة المائية وعدم تقويض أمن الملاحة البحرية"، أوضح الكاتب السعودي أنها "رسالة موجّهة للجميع، مفادها أن الممرات المائية ملك للاقتصاد الدولي"، لافتًا الى أن "مجرّد تلويح إيران بإغلاق هذه المعابر يعني أنّها ستخسر المجتمع الدولي بأكمله وليس دول المنطقة فقط خصوصًا في ظل الارتباطات الاقتصادية الدولية في منطقة الخليج ومضيق "باب مندب" ومضيق "هرمز"، فهذه المواقع تعتبر من الخطوط الحمراء وتعطيلها يُعتبر بمثابة جريمة كبرى".
وقال: "في حال أقدمت إيران على إغلاق أي من هذين المضيقين، فهي ستخسر الكثير من التأييد بما فيها دعم الصين حليفها الاستراتيجي الكبير، ولذلك إيران مدعوة لتغليب العقل".
وشرح الكاتب السعودي أن "إغلاق أحد المضيقين سيؤثّر حكمًا على الدول العربية من جهة والاقتصاد الصيني المستخدم الأول للنفط الخليجي والإيراني من جهة أخرى، أما إسرائيل فلن تتأثر وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي لا تستخدم سوى ما يقارب حوالي 18 بالمئة من احتياجاتها النفطية".
وبالتالي، وفقًا لآل عاتي، "المتضرّر الاول من إغلاق مضيق "هرمز" هم بعض الدول الخليجية في مقدّمتها العراق وقطر والبحرين، في حين تمكّنت المملكة العربية السعودية من تجاوز هذه العقبة من خلال موانئها على البحر الاحمر".
واعتبر أن "خيارات إيران تضيق شيئًا فشيئًا مع استمرار هذه العملية ولجوؤها إلى بعض الخيارات سيؤدي إلى خسارتها دعم الدول التي تتعامل معها".
وحول ما جاء في البيان لجهة وجوب أن تكون المنطقة خالية من السلاح النووي، أكّد الكاتب السعودي أن "العلاقات السعودية – الإيرانية منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في أفضل حالاتها وتشهد زخمًا كبيرًا ترجم في الاتصالات القائمة بين الجانبين والتي ترافقت مع توجيهات الملك باحتواء الحجاج الايرانيين إلى حين انتهاء هذه الظروف وهو ما كان محطّ تقدير كبير من الجانب الايراني".
وإذ شدّد على أن "الدعوة موجّهة إلى جميع دول المنطقة وهدفها قطع الطريق على أي سباق تسلّح في المنطقة وبما فيها الجانب الاسرائيلي"، أوضح أن "الاشكالية الأهم تكمن في عقيدة التوسّع التي تتبناها إيران التي تواجه معارضة عربية كبيرة"، مضيفًا: "نأمل أن تكون هذه الظروف دعوة لإيران لمراجعة عقيدتها ودستورها، ولتؤمن بسيادة الدولة الوطنية وعدم التوسّع باتجاه الدول العربية، لاسيما أنّ العديد منها عانوا من النّفوذ الايراني ومن التدخلات الإيرانية ولبنان في مقدّمة هذه الدول إضافة إلى سوريا، العراق، اليمن والمملكة العربية السعودية".
وقال: "أجواء إيجابية تسود حاليًا وذلك بفضل الاتفاق السعودي - الإيراني الذي وقع تحت المظلة الصينية وأثبت أنّه ساهم بارتفاع الثقة بين الجانبين"".
وختم: "هذه العلاقة وصلت إلى مرحلة متقدمة من الثقة الكبيرة، وطهران تعوّل كثيرًا على قدرة الدبلوماسية السعودية لتفكيك الموقف الأميركي عندما يحين الوقت المناسب لذلك".