بعد الأحداث الأخيرة... "الموساد" أكبر الهواجس الإيرانية!
شارك هذا الخبر
Tuesday, June 17, 2025
تصاعدت في الأيام الأخيرة الهواجس داخل الأوساط الأمنية الإيرانية من اختراق واسع النطاق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» لمؤسسات الدولة، وسط حملة اعتقالات متواصلة طالت العشرات في أنحاء متفرقة من البلاد، على وقع اتهامات بالتجسس لصالح إسرائيل.
وأعلنت السلطات في طهران توقيف 28 شخصاً منذ يوم الجمعة، تزامناً مع سلسلة ضربات إسرائيلية غير مسبوقة، بينما نُفذ حكم الإعدام في حق رجل أدين سابقاً بالتجسس قبل عامين، في خطوة وُصفت بأنها «رسالة ردع» لكل من تسول له نفسه التعاون مع ما تصفه إيران بـ«العدو الصهيوني».
وتوسعت الحملة الأمنية لتشمل محافظات عدة، حيث أفادت تقارير رسمية باعتقال عشرات الأشخاص بدعوى نشر محتوى إلكتروني «يدعم الكيان الصهيوني» ويهدد «الأمن النفسي للمجتمع». وشملت الاعتقالات 60 شخصاً في أصفهان، حيث يُعتقد أن منشأة نووية تعرضت لهجوم إسرائيلي.
وفي سياق الإجراءات الاحترازية، أطلقت وزارة الاستخبارات الإيرانية حملة توعية عامة، دعت فيها المواطنين إلى الإبلاغ عن أي سلوكيات «مريبة»، خصوصاً من قِبل أشخاص يرتدون «أقنعة أو ونظارات شمسية أو قبعات حتى في الليل أو من يتعاملون مع طرود بريدية مشبوهة». وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ونشرت وكالة «نور نيوز» المقربة من الأجهزة الأمنية، ملصقات تحذيرية توصي بالاشتباه في من يُظهرون أنماطاً غير معتادة في السلوك، مثل التصوير قرب مواقع حساسة، أو صدور أصوات غير مألوفة من المنازل، أو إغلاق الستائر نهاراً.
وفي إجراء احترازي إضافي، دعت السلطات الإيرانية ملاك العقارات الذين أجروا منازلهم حديثاً إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية فوراً عن المستأجرين، بالتزامن مع تقارير عن مصادرة معدات عسكرية في مدينة ري جنوبي طهران، من بينها 200 كيلوغرام من المتفجرات، وطائرات مسيّرة انتحارية، ومنصات إطلاق، وأدوات تصنيع.
وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية، التابعة للدولة، أن السلطات صادرت تلك المعدات عقب عمليات تفتيش مرتبطة بالهجمات الأخيرة، ونشرت مقطعاً مصوراً يُظهر أجزاء من طائرات مسيّرة داخل مبنى في طهران.
وعلى الأرض، أعادت السلطات نشر وحدات «الباسيج» التابعة للحرس الثوري للقيام بدوريات ليلية، في خطوة اعتُبرت رداً على ما تسميه إيران «اختراقاً أمنياً واسع النطاق».
وفي خطاب مصوَّر، وجّه قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان تحذيراً مباشراً لمن وصفهم بـ«الخونة»، داعياً إياهم إلى تسليم أنفسهم، ومشيراً إلى أن من يقرّ بتعرضه لخداع العدو قد يُمنح فرصة العفو، في مقابل توعد الباقين بـ«عقاب صارم».
بدوره، شدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي على ضرورة تسريع محاكمات المتورطين، قائلاً: «إن التعاون مع إسرائيل في هذه المرحلة لا يختلف عن الخيانة وقت الحرب»، ما يستوجب حكماً وعقوبة عاجلين.
ويُنظر إلى التصعيد الأمني الحالي على أنه محاولة من طهران لتضييق الخناق على أي نشاط يُشتبه في صلته بإسرائيل، في وقت يتسارع فيه نسق المواجهة بين الطرفين، أمنياً واستخباراتياً.