قبل ضربها... هكذا عطلت إسرائيل قدرات أذرع إيران في المنطقة!

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 13, 2025

قبيل الضربات المفاجئة التي شنتها على إيران مهدت إسرائيل لهجومها منذ خريف عام 2023 عبر تفكيك قدرات المجموعات الموالية لطهران، لا سيما حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني، مستهدفة قادتها وأسلحتها النوعية وطرق إمدادها الحيوية.

كثيراً ما شكل "حزب الله" المجموعة الأكثر نفوذاً في ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران، لكنه مني بضربات قاسية خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، على خلفية فتحه في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 جبهة إسناد من جنوب لبنان، دعماً لحليفته "حماس" في غزة.

وخرج الحزب من حربه الأخيرة التي أعقبت أكثر من عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ضعيفاً: قضت إسرائيل على أبرز قادته على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصرالله، دمرت جزءاً كبيراً من ترسانته العسكرية وقطعت طرق إمداده التقليدية، خصوصاً من سوريا المجاورة بعد إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأنهى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 الحرب، بعدما خلفت دماراً واسعاً خصوصاً في معاقله في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت. ووافق الحزب بموجب الاتفاق على تفكيك بناه العسكرية والانسحاب من المنطقة الحدودية الممتدة جنوب نهر الليطاني، في مقابل انتشار الجيش اللبناني.

وفكك الجيش، وفق السلطات حتى الأسبوع الماضي، أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن لـ"حزب الله" في المنطقة الحدودية.

وعلى رغم وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات، لم تستثن الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أن يثير ذلك أي رد فعل من "حزب الله" أو من داعمته طهران، التي نأت بنفسها منذ بدء التصعيد مع إسرائيل.

"حزب الله" لن يرد في هذه المرحلة

على وقع الضربات الإسرائيلية على إيران، يعرب الباحث في "أتلانتيك كاونسل" نيكولاس بلانفورد لوكالة الصحافة الفرنسية عن اعتقاده أن "’حزب الله‘ لن يرد في هذه المرحلة" على رغم أن ذلك "قد يتغير تبعاً لتطورات الأمور". ويوضح "أعتقد أن قوة ردع ’حزب الله‘ قد تزعزعت خلال الحرب، لكنه ما زال في وضع يخوله إلحاق الضرر بإسرائيل"، بعدما "احتفظ بقدرات كافية للقيام بذلك"، لكن الأمر ليس بهذه السهولة. ويشرح بلانفورد "سيكون من الصعب عليهم سياسياً فعل ذلك، لقد تغيرت الديناميكيات منذ الحرب" مع إسرائيل.

ويتعين على إيران، وفق بلانفورد، تقييم خطورة الهجوم ومدى التهديد الذي يمثله، قبل أن توعز لمجموعات موالية لها لا سيما "حزب الله" بالرد على إسرائيل.

وندد "حزب الله" الجمعة بالضربات الإسرائيلية على إيران، معتبراً أنها تهدد "بإشعال المنطقة".

إطاحة الأسد ضربة موجعة لـ"حزب الله"

شكلت إطاحة حكم بشار الأسد ضربة أخرى موجعة لـ"حزب الله"، بعدما كانت سلطات دمشق تسهل حركة مقاتليه ونقل الأسلحة إليه من طهران.

وإثر اندلاع النزاع عام 2011 قدمت طهران دعماً كبيراً للأسد، وأرسلت مستشارين عسكريين وحشدت مجموعات موالية لها بينها "حزب الله" للقتال إلى جانب قواته، مما أسهم في ترجيح الكفة في الميدان لصالحه على جبهات عدة.

لكن إسرائيل لم تتوان خلال النزاع عن شن مئات الضربات، مستهدفة مواقع للقوات السورية وأهدافاً لإيران و"حزب الله"، بينها مخازن أسلحة وشحنات صواريخ، وذلك في إطار مساعيها إلى منع إيران، عدوها اللدود، من ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.

ومنذ إطاحة الأسد، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بالحيلولة دون وقوع الترسانة العسكرية بيد السلطات الجديدة التي تعدها "جهادية".

وتبنت مجموعتان غير معروفتين، إحداهما فلسطينية والثانية موالية لطهران، إطلاق صاروخين من سوريا الأسبوع الماضي باتجاه إسرائيل، للمرة الأولى منذ إطاحة الأسد، وردت تل أبيب بقصف جنوب سوريا.

لا يستبعد بلانفورد حدوث "هجمات منفصلة من الأراضي السورية ومن الأراضي العراقية ربما" ضد إسرائيل، لكنها لن تكون على قدر من الأهمية.

ومنذ بدء الحرب بين "حماس" وإسرائيل، بذلت بغداد جهداً كبيراً لتحييد البلاد عن التصعيد الإقليمي، وشنت الفصائل العراقية الموالية لإيران عشرات الضربات تجاه إسرائيل أو قواعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لكنها بقيت بعيدة من خوض حرب مفتوحة، على غرار "حزب الله".

"حماس" تحذر من "انفجار المنطقة"

سارعت الحركة الفلسطينية الجمعة إلى التنديد بـ"العدوان" الإسرائيلي الذي قالت إنه "ينذر بانفجار المنطقة"، لكنها بخلاف مجموعات أخرى منضوية في "محور المقاومة" لا تحظى بهامش فعلي للتحرك، بعد ضربات عسكرية قاصمة تلقتها في أعقاب هجومها المباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وزعزعت الضربات الإسرائيلية منذ ذاك الحين قوة "حماس" التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، مع تدمير مراكزها وقتل أبرز قادتها السياسيين والميدانيين، مما دفعها إلى خوض حرب من داخل الأنفاق.

ومع ذلك لم تقض العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية والجوية على "حماس"، لكن قدراتها العسكرية تراجعت كثيراً وباتت معزولة سياسياً وجغرافياً وترد إسرائيل بصورة فورية على أي صواريخ تطلقها.

بعد إضعاف "حزب الله" و"حماس" ثم إطاحة الأسد، يبدو المتمردون الحوثيون في اليمن اليوم وكأنهم آخر ركائز "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل.

ومنذ بدء الحرب في غزة أطلق الحوثيون الذين أكدوا الجمعة حق طهران "المشروع في الرد بكل الوسائل"، عشرات الصواريخ والمسيرات في اتجاه إسرائيل، واستهدفوا سفناً قالوا إنها مرتبطة بها أو متجهة إلى موانئها.

ولم تتمكن إسرائيل والولايات المتحدة من وقف تلك الهجمات على رغم الضربات المتعددة العنيفة التي نفذتها، ضد مواقع المتمردين في اليمن.

ومع تعهدهم مواجهة إسرائيل، بات الحوثيون قوة "لا غنى عنها" وذات أهمية كبرى بالنسبة إلى طهران، وفق محللين.

ويقول بلانفورد "أتوقع أن يرد الحوثيون بسرعة (على إسرائيل)، فهم لم يتأثروا تقريباً بالتطورات الأخيرة".


اندبندنت عربية