خاص - رد "الحزب" جاهز ... حمية يكشف السيناريو المحتمل..!؟ - كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Friday, June 13, 2025
خاص الكلمة أونلاين
كارين القسيس
كما جرت العادة مع كل ضربة تتعرض لها إيران أو أي من حلفائها الإقليميين، تنشط الخلايا النائمة الممتدة من لبنان إلى اليمن وسوريا، معلنة تأييدها ودعمها، ما يثير في كل مرة مخاوف داخلية في لبنان من تكرار السيناريوهات السابقة، وخصوصاً احتمال دخول "حزب الله" في حرب جديدة دفاعاً عن إيران، ومع الضربات التي شهدتها الاخيرة مساء أمس والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، عادت الهواجس لتتصاعد في الأوساط اللبنانية، وسط تساؤلات عمّا إذا كان "الحزب" سيُكرّر حرب اسناد أخرى، أو أنّه بات أكثر اقتناعاً بخيار الحياد وتغليب المصلحة اللبنانية.
الصحافي محمد حميّة يرى في حديثه لموقع "الكلمة أونلاين" أنّ المرحلة الحالية تختلف بشكل جذري عن الفترات السابقة التي كان فيها "حزب الله" يشكّل محوراً أساسياً في مشروع المقاومة، مشيراً إلى أنّ "الحزب"، وخصوصاً بعد إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الأول من العام الماضي، انتقل إلى مرحلة جديدة تفرض عليه مراجعة عميقة لدوره الإقليمي والمحلي.
ويُؤكد أنّ اغتيال أمين عام "حزب الله" السابق، السيد حسن نصرالله وتداعيات الحرب الأخيرة دفعت "الحزب" إلى إعادة النظر في تموضعه السياسي والعسكري، خصوصاً في الداخل اللبناني، حيثُ بدأ يندمج أكثر فأكثر ضمن مؤسسات الدولة، وينضوي تحت قراراتها، لا سيّما في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار وضبط الحدود وتطبيق القرارات الدولية لحماية لبنان من التعديات الإسرائيلية.
ورغم هذا التوجه، يُشير حميّة إلى أنّ الدولة تأخرت كثيراً في أداء هذا الدور لأسباب متصلة بموازين القوى الجديدة التي سمحت لإسرائيل بفرض وقائع ميدانية جديدة، ضمن مشروعها الإقليمي المعروف بـ"الشرق الأوسط الجديد"، والذي يهدف، في أحد جوانبه، إلى ضرب ما تبقى من قدرات عسكرية لدى "حزب الله".
ويوضح أن الحزب، وامتداداً لرؤيته الجديدة، لم يبادر إلى الرد حتى خلال الهدنة التي استمرت 60 يوماً، رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب والضاحية، كاشفاً أنّ "الحزب" في مرحلة "التقاط الأنفاس"، يسعى فيها إلى إعادة تشكيل نفسه، وتقييم المرحلة، وإعادة البحث في دوره ضمن المعادلات المتغيّرة في المنطقة. وبحسب حميّة، فإن "حزب الله" يترك اليوم مهمة الرد على إسرائيل للدولة اللبنانية، ويتعاون مع الجيش اللبناني، خصوصاً شمال الليطاني، وهو ما أكده كل من رئيس الجمهورية اللبنانية وقائد الجيش، مشيراً إلى أن بيئة المقاومة أيضاً بدأت تنظر بإيجابية إلى دور الدولة، شرط أن تؤديه كما يجب، لا كما يحصل الآن.
أمّا في ما يخص الرّد على الضربة التي استهدفت إيران، فيعتبر حميّة أن بيان "الحزب" كان واضحاً في تأكيده أن الرد من مسؤولية إيران، وليس من مهام "حزب الله"، الذي ليس في وارد الانجرار إلى أي تصعيد، لا سيما في ظل المعادلات السياسية الجديدة، بوجود رئيس جمهورية وحكومة والتزام واضح من "الحزب" بموقعه كجزء من الدولة.
ويستبعد حميّة أن تطلب إيران من "حزب الله" فتح جبهة عسكرية من الأراضي اللبنانية دفاعاً عنها، رغم فداحة الضربة التي تلقتها، مؤكداً أنّ إيران ستكون لها ردة فعل على إسرائيل، لكن من غير المستبعد أن تكون الضربة الأخيرة منسّقة مع واشنطن وربّما بطلب أميركي أو دولي، في إطار محاولات الضغط على طهران وجرّها إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة.
ويضيف، لبنان بمنأى عن التصعيد في هذه اللحظة، لكن في حال تطورت الأمور إلى حرب طويلة أو شاملة وانخرطت فيها قوى أخرى من اليمن أو سوريا أو العراق أو الخليج، فإنّ انعكاساتها ستطال المنطقة برمّتها، وربّما يُصيب لهيبها لبنان أيضاً.
ويختم حميّة حديثه قائلاً: إسرائيل قد ترى في أي توتر، فرصة ذهبيّة لتوجيه ضربة قاضية لـ "حزب الله"، ممّا قد يدفع "الحزب" إلى الرد، لا دفاعاً عن إيران، بل عن لبنان وعن نفسه، خصوصاً إذا ما اعتبرت إسرائيل أن ضرب "حزب الله" جزء من استكمال ضرب إيران، في هذه الحالة، سيكون "الحزب" في موقع الرد، لا الانجرار، دفاعاً عن سيادته ووجوده.