زيارة عراقجي للبنان إيجابيّة دون تغييرات جوهريّة- بقلم كمال ذبيان

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 6, 2025

زيارة وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي الى لبنان هذه المرة، تختلف عن الزيارتين السابقتين اللتين قام بهما، الاولى كانت اثناء الحرب "الاسرائيلية" على لبنان وسبل وقفها، والثانية المشاركة في تشييع الامين العام السابق لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله.

قدومه الى لبنان هذه المرة له طابع رسمي، بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وقد وصفت مصادر ديبلوماسية ايرانية الزيارة، في اطار تثبيت العلاقات الثنائية وتعزيزها بين الدولتين، بعد ان اعلن الرئيس عون بانه يريد العلاقة مع ايران من دولة الى دولة، فاتت زيارة الوزير عراقجي، للتأكيد على ان هذا ما ترغبه الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي مد لها رئيس الجمهورية اللبنانية اليد، فبادلته ايران بالمثل، مقدرة موقف الرئيس عون الذي لم يتأخر يوماً عن تمتين العلاقة مع المقاومة في لبنان.


ولا تنفي ايران انزعاجها من الاجراءات اللبنانية، التي اتخذت بحق طيرانها المدني المتوجه الى لبنان، والخضوع لاملاءات خارجية وفق المصادر، التي ترى في زيارة عراقجي تصويباً لما يشاع ويقال عن "هيمنة ايرانية" على لبنان، وتعتز طهران انها تساند المقاومة في لبنان كما في فلسطين، وان حزب الله في لبنان هو حليف وليس ذراعاً ايرانياً او تابعاً، فهو يحمل قضية تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة، وايران ساعدته.

ففي المقرات الرئاسية الثلاثة ، كانت اللقاءات التي عقدها عراقجي مع الرؤساء عون وبري وسلام صريحة وواضحة ، وتم عرض كل التطورات، كما تم التركيز على العلاقات الثنائية، فكانت الحصيلة التي خرج بها الوزير الايراني بانها كانت ايجابية، لكن دون تغييرات جوهرية، التي ستظهر مع الوقت تقول المصادر، التي ترى بان لدى بعض المسؤولين اللبنانيين موانع من تطوير العلاقات وتعزيزها، مرتبطة بحسابات خارجية عند هؤلاء المسؤولين، لا سيما الاميركية وبعض دول الخليج، وهو ما تفهّمه الوفد الايراني الزائر. واشارت المصادر الى ان عراقجي قام بواجب الزيارة لتعزيز العلاقة اللبنانية ـ الايرانية عبر الدولة ومؤسساتها، وعلى المسؤولين ان يلاقوا الايجابية الايرانية والبناء عليها.

وابلغ عراقجي المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، بان بلاده على استعداد لتقديم الدعم للبنان بثلاثة عناوين وهي:


1ـ دعم حقوق لبنان باستعادة ارضه المحتلة بانسحاب الجيش "الاسرائيلي" منها، ووقف الاعتداءات عليه.


2ـ دعم التوافق بين اللبنانيين في القضايا الداخلية، ويشمل السلاح وملفات اخرى، وهو ما فعلته ايران عندما دعمت التوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية.

3ـ المساعدة في اعادة الاعمار، وهي جاهزة لتقديم كل ما تطلبه الحكومة في هذا المجال متى وضعت خطة لذلك، وتؤيد انشاء صندوق للاعمار تساهم فيه كل دولة ترغب، وايران ستكون اول المتبرعين.

فهذا الدعم الايراني قررته طهران ان يكون عبر الدولة، التي عليها ان ترد الجواب، لا ان تتوقف عندما يطلبه منها من يعتبرون انفسهم اصحاب القرار في لبنان والنفوذ فيه، وهي كانت السبّاقة بعد العدوان "الاسرائيلي" على لبنان صيف 2006، الى دعم اعمار ما دمره العدو "الاسرائيلي".

وقد رمى الوفد الايراني برئاسة عراقجي الكرة في الملعب اللبناني، وعلى الدولة ان تمسك بالكرة وتردها، وتقابل ما حمله الوزير الايراني معه من اقتراحات ايجابية بالمثل، وهذا ما يكشف عن التوازن في العلاقات الدولية، وعدم انخراط لبنان في المحاور ولعبتها، التي كان تاريخيا ساحتها، وهذا ما اكد الرئيس عون على رفضه بان يكون لبنان ساحة حروب الآخرين.