تحوّلات مهمّة يشهدها لبنان في مسار استعادة مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار السياسي، بعد سنوات من الأزمات العميقة التي شلّت بنيته الأساسية، فيما تنصب الجهود الرسمية في إطار تثبيت موقع البلد الاستراتيجي في محيطه الإقليمي، وإعادته إلى حضنه العربيّ بما يتلاءم وسياسة المرحلة الجديدة التي تمرّ بها المنطقة، خصوصاً أنها تأتي في ظلّ ضغوط إقليمية ودولية متصاعدة لاستكمال الإصلاحات الجوهرية المطلوبة واستقطاب الدعم للشروع بعملية إعادة الإعمار.
عنوان مهمّ
في السياق، تأتي زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى العراق، في إطار استكمال الجولة العربية التي استأنفها من دول الخليج إلى مصر، بغية إعادة تعزيز العلاقات مع الأشقاء العرب، وإحياء دور لبنان المحوري في محيطه العربي.
تزامناً، شدد الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة على أنَّ زيارة العراق تتمثّل باعتبار أنّها دولة مركزية في المنطقة، بالرغم من اللغط الذي ساد في فترة سابقة إثر الكلام الذي نُقل عن الرئيس عون حول الحشد الشعبي والذي شكّل امتعاضاً لدى بعض الجهات السياسية العراقية، وهو ما لم يكن مقصوداً من قبل الرئيس لجهة التقليل من أهمية أي مكوّن عراقي، حيث تم التأكيد حينها أن الشؤون العراقية هي شؤون داخلية ولا علاقة للبنان بها.
حمادة لفتَ في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى العنوان الأهم للزيارة، والذي ينطوي في سياق تثبيت العلاقة الجيّدة والممتازة مع العراق بعيداً عن أيّ التباس على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين من قبل الطرفين.
وإذ أشار إلى مسار الدعم المقدّم من العراق لقطاع الطاقة في لبنان، والمستمر منذ سنوات عدة والمرتبط بمسألة الامدادات بالمحروقات للدولة اللبنانية من دون أيّ تكلفة أو تبعات على كاهل الدولة، اعتبرَ حمادة أنَّ الرئيس عون يُواظب على تأكيد العلاقة الجيّدة مع العراق ويتعامل مع الدولة بمعزل عن التوتر الحاصل بين لبنان الرسمي وإيران، أيّ بصفة العراق دولة عربية، بعيداً عن علاقتها بإيران.