ذا سبكتيتور- ترامب 2025.. إسرائيل خارج الحسابات؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 14, 2025

شكّل إطلاق سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي-إسرائيلي على قيد الحياة لدى حركة حماس، لحظة ارتياح نادرة لعائلته، غير أن ما اعتُبر إنجازاً إنسانياً تحوّل سريعاً إلى مظهر من مظاهر الانقسام السياسي.

قنوات دبلوماسية لا قنابل
وكتبت الدكتورة ليمور سيمهوني فيلبوت في مجلة "ذا سبكتيتور"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الانتهازي دوماً، سارع إلى نسب الفضل إلى الضغط العسكري الإسرائيلي، لكن الوقائع كشفت عن مسار آخر للإفراج، قادته قنوات دبلوماسية أمريكية سرية في قطر، بإشراف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف.

شرخ يتسع
تكشف محاولة نتانياهو نسب الفضل إلى نفسه عن صدع أعمق في العلاقة بين الزعيمين، فترامب بات يزداد استياءً من تمسّك نتانياهو بإطالة أمد الحرب في غزة، وهي خطوة يعتبرها كثيرون محاولة للبقاء السياسي في ظل ائتلاف حكومي هش، وفي المقابل، يسعى ترامب إلى صفقات سريعة تترجم شعاره "أمريكا أولاً"، وتركز على وقف الحروب وجني مكاسب اقتصادية.

وبحسب تقارير، أبلغ ويتكوف عائلات الرهائن بأن الحرب تُبطئ فرص التوصل إلى اتفاق، في انتقاد مبطَّن لاستراتيجية نتانياهو.


إسرائيل خارج الجولة
وكشفت زيارة ترامب الحالية إلى المنطقة عن تغير في البوصلة، إذ استُبعدت إسرائيل من الجولة، في وقت يتفاوض فيه ترامب على اتفاق نووي مدني مع إيران، ويبرم تفاهمات مع الحوثيين من دون ضمانات لوقف هجماتهم على إسرائيل.

والأمر الأكثر لفتاً للانتباه، بحسب فيلبوت، كان تخلي ترامب عن شرط بايدن السابق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل اتفاق أمني مع واشنطن، ما يُعد تقويضاً لإستراتيجية التكامل الإقليمي التي سعت إليها إسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية.


رؤية مغايرة
وبحسب المجلة، لم يعد ترامب هو ذاته في 2017، حين تبنّى بالكامل مواقف نتانياهو المتشددة، فاليوم، ينظر إلى الحرب كعبء يُعطّل طموحاته، حيث الأولوية للنمو الاقتصادي، وبينما يقوم نفوذ نتانياهو على استمرار النزاع، يقوم طموح ترامب على إنهائه.

وهذا التوجه يطرح تساؤلات جدية حول أمن إسرائيل إذ أن تهميشها في المفاوضات مع طهران، وغياب ضمانات في اتفاق الحوثيين، وإلغاء مسار التطبيع مع الرياض، قد يعزلها إقليمياً ويتركها وحيدة في مواجهة الأخطار.

رسائل متبادلة
وبحسب الكاتبة فإن تحرير ألكسندر، رغم أهميته الرمزية، أظهر هشاشة السردية الإسرائيلية، وأبرز الدور الأمريكي الحاسم. وبينما يحاول نتانياهو استثمار الحدث سياسياً، يكشف الحادث عن مأزق أعمق: الولايات المتحدة تبتعد، ونتانياهو يجد نفسه أمام خيار صعب بين التمسك بحلفائه اليمينيين أو الحفاظ على الدعم الأمريكي الحيوي.


24.AE