الغارديان- "تحيز" ضد النساء في الأبحاث الطبية

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 10, 2025

في مقال لها بصحيفة "الغارديان" البريطانية، تتناول الكاتبة كارولين كريادو بيريز قضية "التحيز" ضد النساء في الأبحاث الطبية. وتبدأ مقالها بتساؤل: "نحن نعلم أن بعض الأدوية تؤثر بشكل مختلف على الرجال والنساء، فلماذا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً ليتم عكس هذه الحقيقة في الدراسات؟"

توضح الكاتبة أن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو حلها. وقد حققت وكالة الأدوية والمنتجات الصحية في المملكة المتحدة (MHRA) تقدماً ملحوظاً، حيث اكتشفت "اختلالاً كبيراً" في التجارب السريرية بين عامي 2019 و2023، إذ كانت التجارب التي تشمل الرجال فقط ضعف تلك التي تشمل النساء.

تضيف الكاتبة أن التحليل أظهر أن 90 في المئة من التجارب شملت كلا الجنسين، وهو ما قد يبدو خبراً جيداً في البداية. ولكن المشكلة تكمن هنا: شمول كلا الجنسين في التجربة لا يعني بالضرورة أن الباحثين سيأخذون في اعتبارهم الفروق بين الجنسين.

وبحسب المقال فقد أظهرت دراسة لمدة عشر سنوات من التجارب الأولية في الولايات المتحدة أنه رغم زيادة عدد الدراسات التي شملت كلا الجنسين، إلا أنه لم يحدث زيادة متناسبة في التحليل والإبلاغ عن البيانات حسب الجنس. في حين أن 5-14 في المئة فقط من الدراسات في مختلف التخصصات تفحص النتائج حسب الجنس، وأقل من ثلث نتائج التجارب من المرحلة الثالثة يتم الإبلاغ عنها حسب الجنس في المجلات الطبية.

توضح الكاتبة أن مرض القلب والأوعية الدموية هو القاتل الأول للنساء عالمياً، وأن النساء أكثر عرضة بنسبة 50 في المئة من الرجال للتشخيص الخاطئ بعد نوبة قلبية.

وتلفت إلى أننا نعرف القليل عن عوامل الخطر الخاصة بالنساء، حيث تعتمد معظم نماذج التنبؤ بالمخاطر على بيانات أغلبها للذكور، مما يؤدي إلى تصنيف النساء المعرضات للخطر على أنهن منخفضات المخاطر. كما أن تمثيل النساء في التجارب المتعلقة بمرض القلب ضعيف للغاية.

تختتم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنه حتى في الدراسات التي تركز على الفجوات بين الجنسين، هناك ثغرات كبيرة بشأن بيانات هامة. على سبيل المثال، حالة تمثيل النساء في 90 في المئة من التجارب السريرية في بريطانيا لا تزال غير معروفة. ورغم ذلك، تعترف الكاتبة بأن هذه الدراسة على الرغم من قصورها، لا يزال من المهم أنها قد أُجريت.


BBC