خاص- سوريا: بين مطرقة القصف الإسرائيلي وسندان المشاريع الإقليمية! - تقلا صليبا
شارك هذا الخبر
Saturday, May 3, 2025
خاص - الكلمة أونلاين
تقلا صليبا
بالرغم من كون الجبهة السورية هدأت لفترةقصيرة، ظاهريًا، إلا أن الأحداث التي تسارعت في الأيام الماضية، وصولًا إلى القصف الإسرائيلي العنيف الذي شهدته عدّة مناطق سورية، وصولًا إلى محيط قصر الشعب، أكّدتأن الهدوء السوري "جمر تحت الرماد"، ينتظر أي شرارة لتشعله من جديد.
في هذا السياق، يقول رئيس الهيئة التنفيذيةلمركز الولاء للوطن للبحوث والدراسات والعميد الركن المتقاعد أندريه أبو معشر في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، أن سوريا تواجه عدّةمشاريع تُحاك لها، حيث تسعى تركيا من جهة لبناء دولة سورية مركزية، بعيدًا عن التقسيم الطائفي والعرقي، ما يحمي تركيا نفسها من قيام دولة مستقلّة للأكراد، وهوأمر ترفضه بشكل قاطع، ويشكّل خطًا أحمرًا للدولة التركية.
من جهة أخرى، تعاني سوريا من المشروعالصهيوني، الذي يريد للمنطقة كلها أن تتبدّل، إما من خلال السلام الذي يحوّل الدول العربية إلى دول حليفة لإسرائيل، أو من خلال إضعافها لتصبح بحال تسمح له للسيطرةعليها، لاسيما بعد هجوم السابع من تشرين، الذي خلق هاجسًا لإسرائيل، فصارت تريد توسيع عمقها الاستراتيجي، لتفادي أي هجوم مشابه، وهي اليوم تستغلّ ما يتعرّض لهدروز سوريا، لتوسيع منطقة حكمها ونفوذها.
لا يحسم أبو معشر خلفية ما يحصل، عمّا إذا كانت مدبّرة من اسرائيل لخلق الحوادث وتحويلها لحجّة للهجوم والدخول والسيطرة علىالأراضي السورية، أم أنها أحداث داخلية، واستطاعت إسرائيل استغلالها وجعلها لمصلحتها، ولكن بكلّ الأحوال، ما يحصل تحوّل لخدمة للصهيونية، كي تتوسّع وتُضَخّم مناطقحكمها.
يرى العميد المتقاعد، أن في ظلّ المشاريع المتناقضة والمتعدّدة، تواجه المنطقة ككلّ خطر حرب إقليمية جديدة، وبالرغم من تلاقي المصلحةالاسرائيلية- التركية لإسقاط نظام الأسد، إلا أن تكملة هذه المعركة والخطوات التي تلحقها، تتّجه نحو اختلاف وتناقض واضح، قد لا تُحمد عقباه إن لم تتمّ معالجته بشكلصحيح، لاسيما مع البطئ بالتحرّك الأميركي، الذي بدوره لا يمانع قيام سوريا فدرالية، فيها حكم متعدّد الأقطاب.
من هنا، يدعو أبو معشر العقلاء للتريّث،ومحاولة حلّ الأمور، لأن اللعب على الوتر الطائفي وشدّ العصبيات، لا يخدم أي طرف سوري، ويؤكّد أن دروز سوريا، ومثلهم دروز لبنان، هم "عروبيون وسياديون"،ولو علت بعض الأصوات القليلة التي تحاول السير عكس التيار التاريخي للدروز في المنطقة، والذين كانوا من مؤسسي سوريا ولبنان، وهم أهل البلد ومن صميم كيانه.
بالإنتقال إلى لبنان، الذي ليس ببعيد عن كلما يجري، وقد رأينا الزيارة السريعة التي قام بها النائب السابق وليد جنبلاط بالأمس للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، وهو كان الزعيم اللبناني الأول الذي زارالشرع بعد سقوط الأسد، وكان هدفه الأساسي هو حماية الدروز، وتجنيبهم سفك الدماء، أو التعرّض لأي خطر.
من ناحية أخرى، يقول أبو معشر، ان على الدولةالتصرّف سريعًا، والتحرّك على المستوى الوطني، لحماية الحدود والداخل على السواء، ولعب دور الحياد الإيجابي الذي سبق وتمّ الحديث عنه، بمحاولة للتهدئة وتخفيفالاحتقان، لا من باب التدخّل وإقحام البلد في معركة جديدة، فلبنان اليوم كما المنطقة المحيطة به، على فوهة بركان، يحقنه المشروع الصهيوني بكل ما يملك من قوّة،لذلك على الدولة أن تتصرّف بوعي أمني كبير، وعدم انتهاج أي سياسات خارجية طائفية، لا بل انتهاج سياسة خارجية ترسّخ الحياد الإيجابي النشط من جهة، وسيادة الدولة على سياستها الخارجية من جهة اخرى بما يحفظ المصلحة الوطنية العليا، ويتجنّب تحمّل تبعات ما يحصل في المنطقة.