الدجاج بين طباع الديناصورات والأرقام القياسية!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 25, 2025

قد يعتقد المرء أن الدجاج طائر لا يطير وهو وديع ومكشوف للجميع شكلا وطباعا ولا يخفي أي أسرار، إلا أن المعلومات التالية قد تقلب الانطباع السائد رأسا على عقب.

أعداد الدجاج على الأرض تفوق أي طائر آخر، وهي تزيد عن 25 مليار دجاجة، ما يعني أنها تزيد عن إجمالي سكان العالم من البشر بأكثر من ثلاثة أضعاف.

بيض الدجاج حجمه معلوم، ولا تخلو منه موائد الصباح، إلا أن دجاجة عادية في الولايات المتحدة دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد أن وضعت في 25 فبراير 1956 بيضة عملاقة تزن 454 غراما، أي ضعف وزن البيضة العادية بما يقارب 10 مرات. هذه البيضة العملاقة كانت بصفارين وبقشرة مزدوجة.

هذه الدجاجة لم تكن الوحيدة في هذه الميدان. دجاجة أخرى في ولاية سكسونيا السفلى بألمانيا، وضعت بيضة بوزن 184 غراما، ولاحقا وضعت بيضة أكبر بوزن 209 غراما، إلا أنها لم تتمكن من تحطيم الرقم القياسي. بالمناسبة وزن البيضة في العادة لا يزيد عن 55 غراما.
روسيا أيضا لديها رقمها القياسي في هذا المجال، وكانت صاحبته دجاجة في منطقة "تامبوف"، وضعت في عام 2018 بيضة تزن 167 غراما، في حين تمكنت دجاجة صينية من نوع "بانتام" من وضع أصغر بيضة في العالم، وكان وزنها 2.58 غراما لا غير.

الديوك أيضا لها نصيب من الأرقام القياسية. ديك منزلي أسترالي عملاق، دخل في عام 1992 موسوعة غينيس بوزن يزيد قليلا عن 10 كيلو غرامات، إلا أن ديكا آخر من بريطانيا حطم هذا الرقم القياسي وتجاوزه في 13 أكتوبر 2021 بجسم بلغ وزنه 11 كيلو غراما.

بين الدجاج الذي يعيش عادة ما بين 10 إلى 12 عاما، يوجد معمرون تجاوزوا الحد الطبيعي. دجاجة في مقاطعة يونان الصينية، عاشت عمرا مديدا بلغ 22 عاما، ووضعت خلال حياتها أكثر من 5000 بيضة.

حياة الدجاج ليست سهلة دائما. علماء يابانيون أجروا تجارب على الدواجن لمعرفة مدى قدرتها على التحمل. مُنع عنها الطعام لمدة شهر كامل، وزودت بالماء فقط. نتيجة هذه التجربة القاسية كانت مذهلة. تمكنت الدجاجات من اجتياز المحنة، بل وعاشت جميعها تقريبا حتى سن 18 عاما.

الدجاج لا يطير، لكنه قادر على الرفرفة والارتفاع لفترة وجيزة. أطول رحلة تم تسجيها لطيران دجاجة بلغت 13 ثانية. هذا الأمر ربما يعكس الطبع العنيد والمشاكس لهذه الطيور التي توصف بالوديعة جدا.

الدجاج ليس وديعا تماما فيما بينه. على سبيل المثال، إذا مرضت دجاجة في حضيرة، فستتعرض للنقر من الأخريات. مربو الدواجن يلفتون إلى أن الدجاجة يمكن أن تتعرض لهذا المصير حتى لو لم تكن مريضة ويشتبه فقط في اعتلال صحتها. مثلا إذا استلقت على ظهرها وبقيت من دون حراك. بإبعاد الطائر المريض عن القطيع، تحافظ الدواجن على سلامتها.

الدجاج يعرف أيضا بنهمه. وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن نباتي، إلا أن هذا الطائر "الوديع" يلتهم إلى جانب البذور والحبوب والأعشاب، الحشرات والسحالي والضفادع وحتى الفئران!

اللافت أيضا أن جهاز الدجاج الهضمي يتميز بوجود حُجرة خاصة بها حصى تسمى "القانصة" أو "الطاحونة المعدية". حين تتآكل الحجارة الصغيرة في المعدة التي تساعدها على الهضم، تبتلع الدجاجة أخرى جديدة.

المثير للدهشة أيضا أن الدجاج ينحدر من الديناصورات، ويعد أقرب أقرباء الديناصور الرهيب "ريكس". يعتقد أن الدجاج هو الفرع الوحيد الناجي من حادثة انقراض الديناصورات قبل 65 مليون عام.

الدجاج ليس عدوانيا بشكل عام، وهو وديع بالفعل نسبيا. اللافت أن الدجاج ينفر من الوحدة ويحن إلى الاجتماع بأمثاله وإلى الاحتماء بالقطيع. إذا بقيت دجاجة في حضيرة بمفردها، فستحاول الاجتماع و"مصادقة" أي حيوان في الجوار مثل كلب أو قطة وتمضي الوقت بجانيه.