لوموند- هكذا يُحافظ نتنياهو على الغموض بشأن استمرار الحرب على غزة
شارك هذا الخبر
Monday, February 24, 2025
تحت عنوان: “في إسرائيل.. بنيامين نتنياهو يحافظ على الغموض بشأن استمرار الحرب في غزة”، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستئناف القتال في قطاع غزة يثير استياء عائلات الرهائن بشكل كبير. كما تعمل إسرائيل على توسيع عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث بدأت لأول مرة منذ عام 2002 نشر دبابات في جنين.
منذ إعادة جثث شيري بيباس وطفليها الصغيرين الذين لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في غزة، وإعلان إسرائيل أنهم أعدموا على يد خاطفيهم، تعمد نتنياهو الحفاظ على الغموض بشأن استمرار الحرب ومستقبل المفاوضات مع حماس عبر وسطاء حول وقف إطلاق النار. وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال كلمة ألقاها الأحد 23 فبراير/ شباط، أمام دفعة من الضباط في حولون وسط إسرائيل وتم بثها على الهواء مباشرة، قال فيها: “نحن مستعدون لاستئناف القتال المكثف في أي وقت، وخططنا العملياتية جاهزة”. وأضاف: “سنحقق أهداف الحرب بشكل كامل سواء من خلال التفاوض أو غيره من الوسائل”. وبعد ساعات قليلة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يرفع “مستوى التأهب العملياتي” حول قطاع غزة، تشير صحيفة لوموند.
وكان نتنياهو قد أمر في اليوم السابق في اللحظة الأخيرة بتأجيل إطلاق سراح 602 من الأسرى الفلسطينيين، والذي كان مقرراً ضمن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 19 يناير/ كانون الثاني. وكان من المقرر أن يأتي إطلاق سراحهم في أعقاب إطلاق حماس سراح ست أسرى إسرائيليين في وقت سابق.
وأُجبر رهينتان إسرائيليان آخران، هما إيفياتار ديفيد وجاي جلبوع دلال، اللذان تم تصويرهما على متن سيارة وضعت بالقرب من “المنصة”، على مشاهدة رفاقهما وهم يحصلون على “شهادة إطلاق سراحهم” بينما كانوا يتوسلون إلى حكومة نتنياهو “لإنقاذهم”، قبل أن يعودوا إلى الأسر.
وعلى إثر ذلك، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على الفور قائلا: “لقد تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين [الأسرى الفلسطينيون] الذي كان مخططاً له، حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن التاليين دون احتفالات مهينة”. وتم إرجاع الفلسطينيين إلى زنازينهم. وارتفعت احتمالات انهيار المفاوضات التي كان من المقرر أن تستأنف بعد المرحلة الأولى والتي من المقرر أن تنتهي يوم السبت الأول من مارس/ آذار.
ولم يترك نتنياهو الشكوك معلقة حول غزة فحسب. كما أصدر العديد من التصريحات المحرضة على الحرب بشأن الضفة الغربية، وهي الأراضي المحتلة في الشرق منذ عام 1967، وفي الجزء الجنوبي الغربي من سوريا، بما في ذلك مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل ثم ضمتها في عام 1981.
هدف جديد: “نزع السلاح من جنوب سوريا” وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، في بيان، أنه “أمر الجنود بالاستعداد لإقامة طويلة في المخيمات الثلاثة للاجئين الواقعة في شمال الضفة الغربية، في جنين وطولكرم ونور للعام المقبل، وعدم السماح بعودة سكانها أو عودة الإرهاب”. وقد أصبحت هذه المخيمات، التي تم إخلاؤها من 40 ألف شخص كانوا يعيشون فيها، جزءا من المنطقة التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي منذ شهر في إطار العملية التي أطلق عليها “الجدار الحديدي”. وفي منطقة جنين، بدأت فرقة دبابات بالانتشار، وهي الأولى من نوعها في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية في عام 2002.
وأضاف نتنياهو الأحد أيضا هدفا آخر وهو “نزع السلاح بشكل كامل في جنوب سوريا، بما في ذلك محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء”. وقال: “لن نسمح بانتشار قوات الحكومة السورية الجديدة جنوب دمشق”. ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أرسلت الدولة العبرية قواتها إلى المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، على حافة الجزء الذي تحتله من الهضبة.
وأوضحت صحيفة لوموند أن هذه التصريحات البارزة تأتي في سياق موجة المشاعر التي اجتاحت إسرائيل منذ إعادة جثث عائلة بيباس، والتي أصبحت رمزا لمأساة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي اليوم نفسه الذي أعيدت فيه رفات الأم إلى السلطات الإسرائيلية، وبينما تم العثور على عبوات ناسفة في حافلات تل أبيب، توجه نتنياهو إلى طولكرم في الضفة الغربية لإصدار أوامر بعمليات عسكرية جديدة هناك.
ويشير الصحافي عاموس أرئيل في صحيفة هآرتس إلى أن “هناك شعوراً بالانتقام في الأجواء، بكثافة لم نشهدها منذ مذبحة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ويقوم رئيس الوزراء بتحديد المخاوف ومشاعر الانتقام لدى السكان والرد عليها وفقا لذلك، بهدف الاستفادة منها قدر الإمكان من أجل بقائه السياسي”.
ضغوط من عائلات الرهائن إن الجناح المتشدد في حكومة نتنياهو هو الذي يشعل النيران. وما تزال عملية إطلاق سراح 602 أسيرا فلسطينياً (سبعة وأربعون منهم أعيد اعتقالهم بعد مبادلتهم بالجندي جلعاد شاليط في عام 2011) معلقة، وكأن بنيامين نتنياهو يبحث عن بدائل لمنع الجيش من الانسحاب من “معبر فيلادلفيا”، على الحدود بين غزة ومصر، كما نصت عليه المرحلة الأولى من الاتفاق.
لكن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أكد أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة. وفي ظهوره على عدد من البرامج الحوارية السياسية يوم الأحد، أعرب عن تفاؤل حذر بشأن قدرة واشنطن على المساعدة في دفع المحادثات إلى الأمام بنجاح.
وأضاف لشبكة CNN: “نحن بحاجة إلى الحصول على تمديد للمرحلة الأولى”. من جهتها، أعلنت حركة حماس أن المفاوضات مشروطة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.