التصعيد الإسرائيلي... خطوات نحو الحرب أم بداية السلام؟
شارك هذا الخبر
Thursday, February 20, 2025
في ظل الظروف الراهنة، يستمر التصعيد العسكري والسياسي الإسرائيلي في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، رغم توقف الأعمال الحربية في قطاع غزة.
إسرائيل، بعد فترة من الهدوء النسبي، عادت لتلوح بإمكانية التصعيد من خلال المناورات العسكرية والتهديدات السياسية.
هذا التصعيد يأتي في سياق محاولات لتحقيق مكاسب استراتيجية، سواء على الصعيد الداخلي لتعزيز الأمن، أو على الصعيد الإقليمي لتحقيق أهداف سياسية.
وهنا، يشير مدير مركز الدراسات الاستراتيجية حسن المومني خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية إلى أن "إسرائيل تحاول فرض واقع جديد، لكن تواجهها مواقف عربية قوية وثابتة". وهذا يعكس عدم استقرار استراتيجيتها في ظل المقاومة العربية.
التوترات الإسرائيلية تجسد رغبة تل أبيب في استغلال الأوضاع الراهنة لتمرير سياساتها، ولكنها تتصادم مع الرفض العربي القوي.
التصريحات الأخيرة من قادة الدول العربية، بما في ذلك الإمارات ومصر، تدل على موقف موحد يعكس الرفض لأي محاولات تهجير للفلسطينيين أو فرض وقائع جديدة
الموقف العربي.. تضامن قوي وثابت
المواقف العربية الأخيرة، وخاصة من الإمارات ومصر، تعكس رغبة قوية في دعم حقوق الفلسطينيين.
فقد شدد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، على أن "عملية إعادة إعمار غزة يجب أن ترتبط بعملية سلام شاملة". هذه الرسالة تعكس التزام الإمارات بالاستقرار الإقليمي وتعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز الموقف العربي.
كما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية تنفيذ الاتفاقيات السابقة، مشددًا على دور المجتمع الدولي في دعم إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين. هذا الموقف يعكس التنسيق العربي الذي يسعى للحفاظ على حقوق الفلسطينيين ورفض السياسات الإسرائيلية.
التحديات الداخلية ودور حماس
تلعب حركة حماس دورا معقدا في هذا المشهد، حيث تتجه نحو نوع من البراغماتية في التعامل مع الأوضاع الحالية.
المومني يرى أن حماس تدرك أنها لا تستطيع إدارة غزة بدون الدعم الدولي، مما قد يدفعها إلى تقديم تنازلات. بينما يرى الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين أن الحركة تبقى مرتبطة بعقائدها التي قد تعرقل أي خطوات نحو السلام.
حماس، رغم الضغوطات، لا تزال تؤكد على موقفها الرافض للخطط الأميركية والإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد المشهد. تصريحات قادة حماس تشير إلى استعدادهم لمواجهة أي محاولات للتدخل في شؤونهم، مما يعكس التوتر المتزايد في المنطقة.
تأثير السياسة الأمريكية والتحولات المحتملة
تعتبر الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في هذا الصراع، ووجود ترامب في المشهد يزيد من تعقيد الأمور.
تصريحات المسؤولين الأميركيين تظهر تحولات في كيفية تناول القضية الفلسطينية، مما يفتح المجال لفرص جديدة ولكن مع تحديات كبيرة. المومني يؤكد أن "العرب استطاعوا أن يحدثوا اختراقًا في الجدار الأمريكي"، مما يعكس دبلوماسية فعالة تسعى لتغيير المسار الأميركي.
ويوضح مائير كوهين في السياق ذاته أن إسرائيل لا تستطيع معارضة ترامب، مما يشير إلى أن الخطط التي تروج لها الإدارة الأميركية قد تكون غير قابلة للتطبيق إذا ما واجهت معارضة قوية من الدول العربية.
رؤية مستقبلية
يبدو أن المشهد الحالي يتطلب من الدول العربية مزيدًا من التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات المطروحة. التصعيد الإسرائيلي، رغم خطورته، يواجه بصلابة عربية تتجلى في المواقف السياسية والدبلوماسية. ويبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كانت هذه الضغوط ستنجح في دفع إسرائيل نحو التهدئة وتحقيق السلام الدائم.
تمر القضية الفلسطينية بمرحلة حرجة، حيث تتطلب جهودًا منسقة على جميع الأصعدة. التصعيد الإسرائيلي يمثل تهديدًا كبيرًا، لكن الموقف العربي الثابت يعكس قوة الإرادة في مواجهة هذه التحديات. لتحقيق تقدم حقيقي نحو السلام، يجب على المجتمع الدولي دعم الجهود العربية لتثبيت الحقوق الفلسطينية وضمان استقرار المنطقة.