العجوز للأشقر: التفاؤل المفرط ليس في مكانه إلا إذا..

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, February 19, 2025

كتب رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار، الدكتور زياد العجوز، في منشور على منصة X:

"أثارني التناقض الصارخ في تصريحات رئيس اتحاد النقابات السياحية وأصحاب الفنادق، السيد بيار الأشقر، بشأن مستقبل السياحة العربية والخليجية في لبنان بعد الزيارة المرتقبة لقائد الجيش، العماد جوزاف عون، إلى دول الخليج.

بدأ السيد بيار حديثه بالتحذير من التداعيات السلبية لأحداث الشغب وقطع الطرق في بيروت على السياحة، ثم عاد ليؤكد أن خطاب القسم سيكون العامل الإيجابي لعودة السياحة العربية! فكيف يجتمع التحذير والتفاؤل في موقف واحد؟

بكل احترام، أسأل السيد بيار ،هل هو مقتنع بما قاله؟ ولماذا هذا التناقض الواضح؟

كمواطن لبناني ومتابع للأحداث، أجد أنه لا أمل حقيقي في نهوض السياحة اللبنانية طالما أن القوى الميليشياوية تفرض سيطرتها على البلاد، وتخضعها لأجنداتها الخاصة، وتسمح لعناصرها بارتكاب التجاوزات والانتهاكات الأمنية دون رادع ودون حسيب أو رقيب.

السياحة الناجحة تحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة، وهذا للأسف غير متوفر اليوم في لبنان.
التفاؤل المفرط دون أسس حقيقية هو تضليل للمواطن العربي.
كيف يمكن للسائح أن يشعر بالأمان وهو يهبط في مطار رفيق الحريري الدولي ليجد نفسه محاطًا بأجواء توحي بأنه دخل إلى أحد دهاليز إيران؟
كيف له أن يطمئن بينما قطاع الطرق جاهزون لتنفيذ أجندات أسيادهم في أي لحظة، ناشرين الفوضى عند مداخل المطار ومعتدين على الناس والقوى الأمنية؟

كيف يمكن للسياحة أن تزدهر في ظل انتشار صور رموز إقليمية ونيليشياوية بائسة على مداخل العاصمة ومطارها، وكأنها إعلان غير معلن عن هوية الجهة المسيطرة؟

الحل ليس في التصريحات أو الأمنيات،أو الزيارات أو الخطابات، بل في اجتثاث هذه الميليشيات الإرهابية من جذورها. عندها فقط، يمكن للبنان أن يستعيد عافيته السياحية وننعم بالتفاؤل.
نعم، نأمل بعودة لبنان إلى مكانته، ولكن لن نغش أنفسنا أو نخدع الآخرين بوهم الاستقرار ، وهذا للأسف واقعنا الأليم الحالي في لبنان."