ماذا يجب أن يتوقع المواطن اللبناني من الحكومة الإلكترونية على صعيد التأمين الصحي؟- بقلم مروان الأسمر
شارك هذا الخبر
Wednesday, February 19, 2025
لبنان اليوم عند مفترق طرق،إما الاستمرار بالبيروقراطية وعدم الكفاءة التي تجعل الوصول إلى الخدمات العامة أمرًا مرهقًا، او اعتماد التحول الجذري في اداء العمل الحكومي بإتجاه استكمال عملية التحول الرقمي نحو حكومةٍ الكترونية؛ لم تعد خياراً بل اصبحت ضرورة ملحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتأمين الصحي. فماذا يجب أن يتوقع المواطن اللبناني من نهج وخدمات الحكومة الإلكترونية في هذا المجال؟ 1- الشفافية وسهولة الوصول الى الخدمة يجب أن يكون نظام التأمين الصحي الحديث واضحًا ومتاحًا للجميع. تخيل أن تكون قادرًا على التحقق من تغطيتك الصحية، وحالة مطالباتك، والمزايا المتاحة لك في الوقت الفعلي عبر تطبيق الهاتف أو بوابة إلكترونية. لن يكون هناك مزيد من الانتظار في طوابير طويلة أو التعامل مع سياسات غير واضحة. كما أن النظام الشفاف سيحد من الفساد ويضمن حصول كل مواطن على حقوقه كاملة. 2- خدمات أسرع وأكثر كفاءة لا أحد يحب التعامل مع كثرة الأوراق و الأختام و اللآليات التي تستنزف الوقت. يجب أن يقلل نظام التأمين الصحي الرقمي من التعقيدات البيروقراطية من خلال أتمتة الموافقات على المطالبات، والتحقق الفوري من المستندات، وربط المستشفيات وشركات التأمين بسلاسة. 3- توفير التكاليف وتحسين استخدام الموارد عندما يكون النظام رقميًا، تنخفض تكاليف تشغيله. من خلال القضاء على الأعمال الورقية وتبسيط العمليات، إذ يمكن للحكومة إنفاق أقل على الإدارة وانفاق المزيد على تحسين الخدمات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنظام المصمم جيدًا اكتشاف المطالبات الاحتيالية ومنع الهدر وسوء استخدام الأموال. 4- تعزيز المساءلة والرقابة غالبًا ما يشعر المواطنون اللبنانيون بالعجز عندما يتعلق الأمر بالخدمات الحكومية. يجب أن يغير نظام التأمين الصحي الرقمي ذلك من خلال توفير تتبع لحظي لحالة المطالبات. إذا حدث خطأ ما، يجب أن يتمكن المواطنون من الإبلاغ عنه بسهولة. كما يجب أن تُعرَض مؤشرات أداء الموظف الحكومي على لوحات المعلومات العامة ، مما يضمن مساءلة المسؤولين الحكوميين. 5- ربط مقدمي الرعاية الصحية الحكوميين ومقدميها في القطاع الخاص يجب أن يعمل التأمين الصحي بسلاسة سواء كان المواطن يزور مستشفى حكوميًا أو مستشفى خاص. سيضمن النظام المتكامل بشكل جيد أن تتمكن جميع المستشفيات والعيادات والصيدليات من الوصول إلى سجلاته الصحية، مما يسهل تقديم الخدمات الطبية ويقلل من التعقيدات غير الضرورية.
6- ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة يمكن للبنان أن يستلهم من الدول التي نجحت في رقمنة خدمات التأمين الصحي: ففي الإمارات العربية المتحدة مثلاً يوفِّر برنامج "ثقة" تغطية طبية كاملة للمواطنين من خلال منصة رقمية سهلة الاستخدام تتيح تتبع المطالبات والوصول إلى الخدمات بسهولة.كما في المملكة العربية السعودية يساعد تطبيق "صحتي" المواطنين في حجز المواعيد الطبية، والتحقق من الوصفات الطبية، والاطلاع على تاريخهم الصحي مباشرة من هواتفهم.أما إستونيا فتعد رائدة عالميًا في الخدمات الحكومية الإلكترونية، حيث يتيح نظامها الصحي الرقمي بالكامل، الوصفات الطبية الإلكترونية والوصول الفوري إلى السجلات الطبية. ختاماً ولكي يمضي لبنان قدمًا، يحتاج إلى التزام سياسي قوي، وبنية تحتية رقمية مناسبة، وقوانين تدعم الخدمات الحكومية الإلكترونية. والأهم من ذلك، يجب على المواطنين المطالبة بهذه التغييرات وتوقُّع خدمة أفضل من الحكومة. ليس نظام التأمين الصحي الحديث والشفاف والفعال مجرد حلم، بل هو أمر يجب على الحكومة العمل عليه الآن، لكي لا يتخلف عن الركب الذي بات حتمياً.
مروان الأسمر ناقد في مجال السياسات العامة و الحكومة الإلكترونية.