خاص - السيسي يرسم خطًّا أمام ترامب.. وإسرائيل تخشى تحرّك الجيش المصري! – هند سعادة
شارك هذا الخبر
Wednesday, February 12, 2025
خاص - "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
شكّل قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأجيل زيارته إلى واشنطن، بعد أن كان قد أعلن عن نيته زيارة البيت الأبيض حيث كان سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهنئته والبحث معه في الملفات الساخنة في المنطقة، رفعًا عاليًا للسقف المصري كاعتراض واضح على تصريحات ترامب حول تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، ورفض هذا التوجه.
قرار الرئيس المصري الحازم خطوة غير مسبوقة، حيث اشترط تراجع ترامب عن طرحه مقابل تراجعه عن إلغاء زيارته، نظرًا إلى أن ما يقدم عليه الأخير هو جريمة لا يمكن أن يتحمّل وزرها أي مسؤول عربي. فهي أولًا قضية إنسانية واجتماعية، بالإضافة إلى كونها قضية حق للشعب الفلسطيني بأن يكون له دولة ويعيش بأمان.
ووفقًا لأوساط عربية مراقبة، فإن السيسي حدّد سقفًا تكامل فيه مع قادة الدول العربية، لا سيما المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وغيرها من الدول التي كان لها موقف صارم ورافض لمغامرة ترامب في إطاحته بحق الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من الاعتداءات الإسرائيلية على أرضه وحقوقه.
وتعود الأوساط المراقبة بالذاكرة إلى قرار السيسي الذي رفض فيه، منذ اليوم الأول لحرب غزة، إعادة فتح معبر رفح، كما اتخذ إجراءات عسكرية لمنع أي خرق يمكن أن تحققه إسرائيل على طول الحدود بين غزة وصحراء سيناء لدفع أبناء غزة إلى الهرب من الموت نحو سيناء. أيضًا، نشر السيسي قوات مرتفعة الجهوزية، معطيًا أوامر بصدّ أي خرق مهما كلف الأمر.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس المصري معروف بحزمه الشديد في قراراته المتعلقة بالأمن القومي وسلامة جمهورية مصر العربية، دولةً وشعبًا.
كذلك، ذكّرت الأوساط بقوة الجيش المصري وقدراته، مستشهدةً بمقال نُشر تحت عنوان "لماذا تخشى إسرائيل الجيش المصري؟"، تضمّن دراسة بحثية عن الجيش المصري للخبير الأمني الإسرائيلي شاي إيتان. ووفقًا للدراسة، فإن الجيش الإسرائيلي يخشى الجيش المصري نظرًا لقدراته العسكرية، خصوصًا أن الجيش الإسرائيلي لديه تجربة سابقة مع الجيش المصري في معارك أظهرت قدراته رغم الدعم الأميركي المفتوح لمدّ الجيش الإسرائيلي بالسلاح.
ترجمة ترامب لخطته، إذا ما استطاع، لا تعني أنها ستمرّ مرور الكرام، بل ستسبّب انفجارًا لن يكون محصورًا بمنطقة أو بقعة معينة فحسب، بل سيكون بمثابة بركان عربي إسلامي ستصيب حممه كافة الدول على الكرة الأرضية.
من هنا، كان موقف السيسي بمثابة رسم خطّ أمام ترامب لإيقاظه من عنجهيته ومشاريعه التجارية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، المدعوم بشكل أساسي من مصر وكافة الدول العربية.