يحذّر محللون من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يجد نفسه متورطاً في حرب أوكرانيا، تماماً كما ورث ريتشارد نيكسون حرب فيتنام عن سلفه ليندون جونسون. ويرى مستشاره السابق، ستيف بانون، أن فشل ترامب في إنهاء الصراع بسرعة قد يجعلها "فيتنامه الخاصة".
وتناول أوفي باربارت، رئيس تحرير موقع "آسيا تايمز"، كيفية انتهاء الحروب ولماذا قد تستمر حرب أوكرانيا، وذلك في ضوء النظريات العسكرية والسوابق التاريخية، مؤكداً أن التطورات في أوكرانيا لا تتناسب بعد مع نماذج الحلول.
تحديات إنهاء الحرب كلف ترامب الفريق المتقاعد كيث كيلوغ بمهمة إنهاء الحرب خلال 100 يوم، لكن المراقبين يشككون في إمكانية تحقيق ذلك دون تداعيات خطيرة، فالولايات المتحدة قد تغرق أكثر في صراع لا يخدم مصالحها، خاصة مع استمرار نهج العقوبات والتصعيد العسكري، الذي أثبت فشله في فيتنام والعراق وأفغانستان.
ويستند التحليل إلى نظريات عسكرية، مثل سيناريوهات كلاوزفيتز الثلاثة لإنهاء الحروب: التخلي عن الأهداف السياسية، الوصول إلى طريق مسدود، أو الانهيار العسكري والمجتمعي.
لكن حرب أوكرانيا لا تتناسب مع أي من هذه النماذج حالياً، حيث تحافظ روسيا على زخمها العسكري دون بوادر على الاستسلام أو التفاوض.
وبالمقارنة مع الحرب الكورية، التي انتهت بهدنة عند خط عرض ثابت، لا توجد في أوكرانيا نقطة استقرار مماثلة، حيث تستمر روسيا في تحقيق مكاسب تدريجية، مما يجعل أي وقف لإطلاق النار مشروطاً بتنازلات أوكرانية كبيرة.
وانتقد الكاتب أيضاً مبدأ "التصعيد من أجل خفض التصعيد" الذي تبناه البنتاغون، قائلاً إن خفض التصعيد نادراً ما ينجح، مشيراً إلى سوء تقدير المحلل العسكري هيرمان كان وسياسات وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت ماكنمارا الفاشلة في فيتنام، كأمثلة على كيفية خروج الحروب عن السيطرة.
التفاوض مع بوتين.. بأي ثمن؟ يرى الكاتب أن على ترامب، إذا أراد إنهاء الحرب، أن يقدّم ضمانات واضحة لموسكو بعدم توسع الناتو شرقاً ورفض عضوية أوكرانيا فيه.
لكن تحقيق السلام قد يتطلب أيضاً تنازلات إقليمية، إذ يرجَّح أن تُضطر كييف إلى التخلي عن دونيتسك ولوغانسك بالكامل، وربما مناطق إضافية من خيرسون وزابوريجيا.
السلام يتطلب تحولاً سياسياً ويختم الكاتب "لن تنتهي حرب أوكرانيا بمجرد الاستنزاف، بل تتطلب تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية يعترف بالمخاوف الأمنية الروسية. هذا التحول يعتمد على إرادة القادة الأمريكيين والأوروبيين في السنوات المقبلة، فهل يملك ترامب الجرأة لإجراء مثل هذا التحول؟"