أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن تل أبيب تسعى لإقناع الولايات المتحدة بتأجيل موعد انسحابها من لبنان إلى ما بعد 18 شباط، الامر الذي اثار مخاوف الكثيرين تحديداً لدى الجنوبيين من أن تكون إسرائيل بصدد التأسيس للبقاء جنوب لبنان لفترات طويلة. خصوصاً وأنها لم تلتزم بخطوات الإنسحاب حتى الآن، كما أنً كل الحجج التي أُعطيت لفرض هذا التمديد، هي مجرد غطاء لإستمرار الاحتلال، وتجاوز المهل المحددة لإنسحاب الجيش الإسرائيلي للمرة الثانية إلى جنوب الخط الازرق. وتؤكد معلومات وكالة "أخبار اليوم"، أن الإسرائيليين سوف يمددون وجودهم إلى ما بعد موعد الانسحاب الثاني المحدد في الثامن عشر من شباط الجاري، تحت ذريعة تقصير السلطات اللبنانية في بسط سلطتها، بحيث إتهمت إسرائيل مراراً وتكراراً الجيش اللبناني بالفشل في نزع سلاح "حزب الله" في منطقة الحدود الجنوبية والإنتشار الكامل في جميع أنحاء المنطقة وفقاً لإتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي.
بالتالي، السؤال المطروح اليوم، لماذا اللجنة الخماسية المكلفة بالإشراف على تنفيذ الإتفاق، لا تزال تمارس التغطية والمماطلة على التمادي الإسرائيلي، بحيث بقيت منذ موعد سريان الإتفاق تمارس دور المتفرج على ما قامت وتقوم به إسرائيل، متجاهلة إعتداءاتها وخروقاتها السافرة للإتفاق شكلاً ومضموناً؟
ويجري كل ذلك على وقع الغارات الليلية، التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع وأنفاق تابعة للحزب بحسب مزاعمه، ما يبقي خطر إمكان تجدد الحرب إحتمالاً وارداً.
وكل ذلك يثير المزيد من التساؤلات، لا سيما بعد الزيارة التي قامت بها نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، ما يجعل لبنان بين المطرقة الأميركية والسندان الاسرائيلي، كَوْن الموقف الأميركي الصارم تجاه الحزب يعكس تحولاً في إستراتيجية واشنطن في المرحلة الآتية، مفاده الإلتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 وأبرز بنوده بالنسبة للأميركيين والإسرائيليين إبعاد الحزب عن الحدود ونزع سلاحه، كما سلاح كل المجموعات المسلحة في المخيمات الفلسطينية وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.