أورتاغوس والفيلم الأميركي الطويل - بقلم ريمي الحويك

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 10, 2025

لبنان ذلك المصلوب على خشبة الصراعات، لم يعد بحاجة إلى المزيد من الخطابات التي تذروها الرياح.
مورغان أورتاغوس ،بأنوثتها الصارخة، حملت في زيارتها إشارات لم تكن خافية على أحد. فواشنطن التي لطالما رأت في لبنان رقعة شطرنج، لم تفقد عاداتها القديمة: تدفع بيد وتمنع بالأخرى، تعد بالدعم ثم تتركه معلقا بخيط الإنتظار.
تحدثت عن الإلتفاف حول الرئيس، لكن هل في جعبتها سوى الكلمات؟ هل في نوايا واشنطن غير تدوير الأزمات وفق بوصلتها؟إن كان الدّعم صادقًا، فأين الأفعال التي تسند الوعود؟ وأين المبادرات التي تسبق التصريحات؟
أما حزب الله، ذاك الإسم الذي يتردّد كظل في كل معادلة، فهو ليس كياناً نشأ في الفراغ، بل نتيجة تواطؤ داخلي وخارجي، ونتاج موازين صنعها اللّاعبون أنفسهم. أميركا التي تحذّر من نفوذه اليوم، هل نسيت أنها كانت يومًا جزءًا من صفقات رسّخت هذه التوازنات؟
وحين تُطلق أورتاغوس كلماتها من منبر رئاسي، فالسؤال ليس فقط ماذا قالت، بل لماذا الآن؟ ومن يقطف ثِمار رسائلها؟
وأن كانت واشنطن صادقة في حبها المعلن للبنان، لماذا تأتي دائما محمّلة بالكلام لا بالأفعال؟ ولماذا تبقى خطواتها قيْد التردّد؟ أهو الخلاص الذي يريدونه أم أن لبنان يجب أن يبقى ورقة ضغط، ورقة قابلة للاشتعال متى دعت الحاجة؟
لبنان الذي لم يستفق بعد من كوابيس الحرب الأخيرة، لا يريد مزيدًا من البيانات والزيارات العابرة، بل حلًا يحمل ملامح الفجر لا ظلال الليل الطويل.
فهل كانت زيارة أورتاغوس خطوة نحو الإنقاذ، أم مجرّد مشهد جديد في مسرح الأزمة اللبنانية؟
في النهاية، يبقى السؤال: متى ينتهي الفيلم الأميركي الطويل ؟ متى يُكتب للبنان نهاية سعيدة؟