اشتباكات الحدود اللبنانية السورية.. صراع نفوذ أم ضبط للحدود؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 10, 2025

شهدت الحدود اللبنانية السورية تصعيدًا غير مسبوق، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية وعشائر الهرمل ومجموعات مرتبطة بحزب الله.


هذه الاشتباكات جاءت في إطار سعي الإدارة السورية الجديدة لفرض سيطرتها على المناطق الحدودية، مما أثار مخاوف من اتساع رقعة المواجهات.


وفقًا للخبير العسكري والاستراتيجي خليل الحلو، فإن "الحدود اللبنانية السورية، التي تمتد لأكثر من 330 كيلومترا، لم تُرسم بشكل رسمي على الأرض، مما أدى إلى وجود العديد من المشاكل الحدودية".

وأضاف الحلو خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن "منطقة الاشتباكات ترتكز في مناطق يعيش فيها لبنانيون على الجانب السوري منذ الاستقلال، وكانوا يتنقلون بحرية عبر الحدود، خاصة بعد اندلاع الحرب في سوريا، مما ساهم في تهريب السلاح".




الجيش اللبناني يدخل على الخط

في محاولة لاحتواء الأوضاع، أرسل الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية إلى منطقة القاع بعد تعرضها لإطلاق نار من الجانب السوري.

وأصدرت قيادة الجيش أمرًا لوحداتها بالرد على مصادر النيران التي تطلق من الأراضي السورية.

ومع ذلك، تسير مساعي التهدئة بموازاة التوتر، حيث اتفق الرئيس اللبناني جوزيف عون مع نظيره السوري أحمد الشرع على التنسيق لضبط الأوضاع ومنع استهداف المدنيين.

وأشار الحلو إلى أن "الجيش اللبناني تدخل كوسيط بين القوات النظامية السورية وحزب الله خلال عمليات خطف متبادلة"، مؤكدًا أن "الوضع تطور وأصبح الجيش مضطرًا للدفاع عن نفسه بعد أن امتدت الاشتباكات إلى مناطق قريبة من الحدود اللبنانية".

تهريب السلاح والمخدرات.. جذور الأزمة

تعاني الحدود اللبنانية السورية من مشاكل مزمنة تتعلق بتهريب السلاح والمخدرات، رغم وجود قوات نظامية لبنانية وأبراج مراقبة.

وأكد الحلو أن "مشكلة الحدود اللبنانية تظل غير مضبوطة، مما يتطلب قرارًا سياسيًا لضبطها قبل التفكير في أي اشتباك مع سوريا".

وأضاف أن "الحكومة اللبنانية الحالية لا تسعى للدخول في نزاع مسلح مع السلطة السورية، بل تحاول بناء الثقة بين البلدين"، مشيرًا إلى أن "الاستعانة بحزب الله لضبط الحدود غير وارد".

رسائل متعددة الأطراف وأجندات خفية

تسعى القيادة السورية إلى إرسال رسائل متعددة الأطراف للجهات الدولية لضبط التهريب ومنع نقل السلاح، بهدف إثبات أنها دولة ذات سيادة. ومع ذلك، يرى الحلو أن "الوضع الأمني يظل معقدًا بسبب التساؤلات حول إمكانية عودة سوريا كدولة فعالة".

كما أشار إلى أن "الجهات الدولية ليست مستفيدة من الوضع الحالي، لكن جهات غير دولية مثل النظام السوري السابق وإيران وحزب الله قد تستفيد"، لافتًا إلى أن "حزب الله يحافظ على سلاحه ويستخدم الوضع كذريعة للإبقاء عليه".

وأكد الحلو على "ضرورة عودة موازين القوى في لبنان للدولة اللبنانية"، داعيًا إلى "ضبط الحدود والتعاون مع الدولة السورية للحد من الفوضى".

وأشار إلى أن "الحكومة اللبنانية الجديدة تسعى لبناء علاقات مع الحكومة السورية لضبط الحدود، وهو أمر لم يحدث منذ عام 1943".

مع استمرار التوترات، تبقى الأسئلة الكبرى حول إمكانية استدراك الأمور أم أن وراء هذه التوترات أجندات أخرى تهدد بجر المنطقة إلى صراع أكبر.


سكاي نيوز عربية