عن محاولة قطع الطريق أمام عمدة اسطنبول المعارض لأردوغان إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا":
يواجه رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي يمثل حزب الشعب الجمهوري أحد أكثر السياسيين المعارضين شعبية في تركيا، إجراءات قانونية جديدة. فقد بدأت النيابة العامة في المدينة تحقيقا بعد دقائق من إدلائه بتعليقات حول النظام القضائي الوطني.
وتأتي المرحلة الحالية من الصراع بين المعارضة والسلطة في وقت تعمل فيه النخبة الحاكمة بشكل نشط على إعداد خطة لحملة انتخابات العام 2028. ومن المتوقع أن يحاول أردوغان الترشح للمرة الثالثة، مستغلا ثغرات قانونية.
وفي الصدد، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط أنطون مارداسوف لـ "نيزافيسيمايا غازيتا": "من المؤشرات أن الجولة الأخيرة من الضغوط على المعارضة تسير بالتزامن مع اتجاه نحو تكثيف الحوار مع حزب العمال الكردستاني. إعادة التوازن هذه ليست عرضية، لأن "التراخي" في جميع الاتجاهات، وفقاً لمنطق فريق أردوغان، من شأنه أن يهدد تركيا بفقدان التوازن. بالنسبة لحزب العدالة والتنمية من المستحيل وغير الضروري على الإطلاق ضمان دعم الأكراد، لكن التغيرات في النهج تجاه القضية الكردية تعمل على تعميق تشرذم المعارضة".
وأشار مارداسوف إلى أن "أردوغان يحاول تدمير كل السلالم تحت إمام أوغلو" لحرمانه الوصول إلى السلطة. من الواضح أنّ أحدًا، في الظروف الحالية، حيث يعتمد الوضع في سوريا بشكل مباشر على سياسات تركيا وأردوغان، لن ينتقد الرئيس بشكل خاص بسبب الجولة الأخيرة من الضغوط على حزب الشعب الجمهوري. وبالإضافة إلى ذلك، تتوقع أنقرة موقفا أكثر إيجابية في العلاقات مع الولايات المتحدة بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة".
وأضاف مارداسوف: "المعارضة التركية تحولت في جوهرها إلى حزب بلديات، وخسرت تماما الجوانب السياسية وحتى الاقتصادية أمام الحزب الحاكم".