L'Humanité- هل تسقط سوريا في قبضة دكتاتورية جديدة؟
شارك هذا الخبر
Friday, January 31, 2025
قالت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية، إن الزعيم الجهادي أحمد الشرع تم تعيينه رئيسا رسميا لسوريا لفترة انتقالية، وليس واضحا مَن قبل مَن تم ذلك. وقد مُنحت صلاحيات كاملة فعليا لرجل فوّض بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت. فكل عناصر الدكتاتورية موجودة، وفق الصحيفة.
خلال كلمته مساء الأربعاء أمام ممثلي عدد من الجماعات المسلحة التي أعلن حلها، أشار أحمد الشرع إلى استيلاء هيئة تحرير الشام على دمشق، مقارناً ذلك بانتصار الصحابي الجليل خالد بن الوليد، الذي سيطر على المدينة في عام 634م. وهو ما يثير تساؤلات حول ما يعنيه الإعلان الآخر، أي “انتصار الثورة”. فما هي هذه الثورة؟ تتساءل “ليمانيتي”.
وتابعت الصحيفة الفرنسية القول إن أولئك الذين كانوا حاضرين مساء الأربعاء هم من التحالف الذي جاء من إدلب واستولى على دمشق. وسيتفقون على الذوبان في جيش جديد يشبه هيئة تحرير الشام.
ولكن كيف سيتم هذا الحل؟ فهل ستقبل هذه المجموعات بفقدان استقلاليتها أم ستستمر ضمن الجيش الجديد؟ فهل سيصبح قادتهم جنرالات أم سيظلون قادة ميليشيات؟ فهذا هو السؤال كله، كما يقول فابريس بالانش، الباحث في جامعة ليون الثانية، المتخصص في الشأن السوري.
ويضيف الباحث أنه من بين الميليشيات الحاضرة الجيش الوطني السوري، الذي أنشأته تركيا، التي كانت أيضا راعية لهيئة تحرير الشام. ولم يكن هناك ممثلون للأكراد ولا الدروز، والأهم من ذلك أننا لاحظنا غياب أحمد العودة، رئيس “غرفة عمليات الجنوب” التي تجمع القوى المسيطرة على منطقة درعا في جنوب سوريا.
وأوضحت ”ليمانيتي” أن أحمد العودة هو المنافس الرئيسي لأحمد الشرع في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن قواته كانت السباقة في الدخول من الجنوب إلى دمشق قبل أن تغادر المكان تجنباً لأي اشتباكات مع مقاتلي هيئة تحرير الشام في العاصمة. ويؤكد فابريس بالانش قائلا: “نحن الآن تقريبا عند نفس النقطة التي وصلنا إليها في ديسمبر/ كانون الأول”.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو هل ستعتمد هذه الإرادة الإسلامية والمرجعيات الدينية للفريق الجديد في دمشق على عملية تهدف إلى جمع كل السوريين، مهما كانت انتماءاتهم الطائفية والمذهبية؟ تتساءل ”ليمانيتي”.
وفي هذا المجال، يبدو أن التصريحات القليلة بشأن عملية يمكن أن تؤدي إلى انتخابات في غضون أربع سنوات ووضع دستور جديد في غضون ثلاث سنوات تهدف إلى طمأنة الدول الغربية وبعض الدول العربية. بالنسبة لأحمد الشرع، من المهم بالفعل الحصول على رفع العقوبات (حيث ستتمكن دول الخليج حينها من الاستثمار في سوريا)، ولكن من أجل هذا من الضروري تقديم الضمانات، تقول الصحيفة الفرنسية.
ويقول فابريس بالانش: “أحمد الشرع يعلم أيضا أن الخلفية هي السلام مع إسرائيل. ففي تل أبيب وواشنطن، يقول الناس إن هذه هي اللحظة التاريخية لإجبار سوريا على صنع السلام من خلال التخلي عن الجولان المحتل، والذي من الواضح أن إسرائيل ليس لديها أي نية لإعادته”.
وأشارت “ليمانيتي” إلى الزيارة التي قام بها أمير قطر هذا الخميس إلى دمشق، هي الأولى لزعيم دولة إلى دمشق منذ سقوط بشار الأسد. وكان الهدف منها تطوير “إطار شامل” لإعادة إعمار البلاد. كما هنأ زعماء المملكة العربية السعودية، وهي دولة خليجية أخرى عرضت الدعم للحكام الجدد في سوريا الشرع. وتمنى العاهل السعودي الملك سلمان للرئيس الجديد النجاح في قيادة سوريا نحو مستقبل مزدهر يلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق.