سلام "العنيد": لا "ماليّة" لـ"الثنائي"… سؤالٌ عن جعجع وشكوى باسيل- بقلم داني حداد

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 29, 2025

كتب داني حداد في موقع mtv:

يردّد عارفو رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام القدامى صفةً عنه، هي "العنيد". يكرّرون هذه الصفة للدلالة على أنّه من المستبعد أن يعتذر عن تشكيل الحكومة، أو أن يرضخ سريعاً لشروط.

يؤكّد مصدر رفيع أنّ المناخ الإيجابي الذي ساد مطلع هذا الأسبوع عن قرب ولادة الحكومة كان مبالغاً فيه. عُمّمت، فجأة، العبارة نفسها: لا مشكلة لدى الأميركيّين في تولّي النائب السابق ياسين جابر حقيبة وزارة المال. كما أشيع أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه بري قال أمام سلام إنّ مرشّحه لحقيبة "المال" هو ياسين جابر، ثمّ ياسين جابر، ثمّ ياسين جابر، في حين تنفي مصادر قريبة من سلام هذا الكلام. علماً أنّ مصدراً متابعاً يؤكّد أنّ حزب الله غير متحمّس لجابر، ومثله فريق داخل "حركة أمل" ومقرّبين منها.
كذلك، اعتمد المتفائلون على المساعي التي يبذلها الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي لم يغادر لبنان مع وزير الخارجيّة السعودي، بل يواصل لقاءاته بعيداً عن الإعلام، ولو أنّ نتائج هذه اللقاءات تظهر، بشكلٍ غير مباشر، عبر تدوينات على "أكس"، أو مواقف وبيانات، منها ما صدر أمس من أكثر من جهة معنيّة بتشكيل الحكومة.
إلا أنّ جولة على كواليس الولادة الحكوميّة العصيّة حتى الآن، خصوصاً ما يرتبط بتمثيل الكتل المسيحيّة، تُظهر أنّ التعثّر ما يزال سيّد الموقف. تسمع، في بعبدا، العبارة نفسها: ننتظر رئيس الحكومة المكلّف. توحي العبارة بأنّ بعبدا ترمي كرة التأليف في ملعب سلام.
أمّا في معراب، فلا يتبدّل الكلام: "لا يجوز أن تُلبّى كامل شروط ومطالب الفريق الشيعي "الخاسر" على أكثر من صعيد، بينما تُحرم أكبر كتلة مسيحيّة من وزاراتٍ وازنة". ويؤكّد مصدرٌ في القوّات اللبنانيّة أنّ "التواصل مفتوح مع رئيس الحكومة المكلّف، والنقاش مستمرّ، ولكنّنا ما زلنا على موقفنا الرافض لمنح حقيبة "الماليّة" لـ "الثنائي".
وردّاً على احتمال عدم مشاركة "القوات" في الحكومة، يقول المصدر: "الأمر وارد إذا سلك مسار التأليف اتّجاهاً لا يتناسب مع طموحاتنا، ولكنّنا نعوّل على حكمة رئيس الحكومة المكلّف وعلى الموقف الذي عبّر عنه أمس".
فُسّر موقف سلام أمس بأنّه تراجع عن منح وزارة المال لـ "الثنائي"، وهذا التراجع قد يكون نهائيّاً هذه المرّة، ويلبّي نيّةً خارجيّة مصحوبة بقرارٍ بعدم تقديم مساعدات لأيّ وزارة تتولّاها شخصيّة من حزب الله، مثل وزارة الصحة.
من جهةٍ أخرى، تتلاقى شكوى "القوّات" مع شكوى التيّار الوطني الحر، ولو أنّ للنائب جبران باسيل حسابات أخرى، إذ هو يطالب بحصّة مساوية لحصّة "القوّات"، معتبراً أنّ النوّاب الأربعة الذين غادروا تكتّل "لبنان القوي" محسوبون من حصّته، بينما تشير المعلومات الى أنّ "التيّار" سينال حقيبتين وزاريّتين إن نال "القوّات" أربع، أو حقيبة واحدة مقابل ثلاث حقائب لـ "القوّات".
وينسحب رفض تسليم "الماليّة" لـ "الثنائي" على حزب الكتائب، كما على شخصيّاتٍ نيابيّة مسيحيّة ترفض تكريس شيعيّة وزارة المال كعُرف، مطالبةً باللجوء إلى الدستور بدل الكلام عن المحاضر.

خلاصة ما سبق كلّه أنّ ولادة الحكومة باتت مستبعدة هذا الأسبوع. وعدا عن عقدة وزارة المال، تبرز عقدٌ أخرى من أبرزها الحقائب التي ستُمنح لـ "القوّات"، والتي يبدو، وفق التسريبات، أنّها لن تكون على قدر آمال معراب. فهل يكتفي سمير جعجع بانتصار حرمان "الثنائي" من وزارة المال، أم يطالب بأكثر من ذلك بكثير؟