ما الذي يسبب ظاهرة العواصف الترابية المدمرة على المريخ؟
شارك هذا الخبر
Wednesday, January 29, 2025
كشفت دراسة جديدة أن العواصف الترابية التي تجتاح المريخ لعدة أشهر قد تكون مرتبطة بعدم توازن طاقي غريب، تم اكتشافه مؤخرا على سطح الكوكب الأحمر.
وتظهر الأبحاث أن كواكب وأقمار النظام الشمسي تمتص الطاقة من الشمس، ولكنها أيضا تبعث الطاقة إلى الفضاء. ويعرف الفرق بين هاتين العمليتين باسم "ميزانية الطاقة الإشعاعية" (radiative energy budget أو اختصارا REB) والتي تلعب دورا محوريا في تحديد المناخ والظروف الجوية للكواكب، حيث تؤثر على درجات الحرارة وأنماط الطقس.
ووفقا لأستاذ الفيزياء في جامعة هيوستن والمؤلف المشارك للدراسة، ليمينغ لي، فإن "ميزانية الطاقة الإشعاعية" وتوزيعها الجغرافي عبر خطوط العرض تؤثر بشكل مباشر على الخصائص الحرارية لسطح الكوكب وغلافه الجوي.
وعلى الأرض، تتميز "ميزانية الطاقة الإشعاعية" بوجود فائض في المناطق الاستوائية وعجز في المناطق القطبية، مع توازن عام على مدار العام.
واستنادا إلى بيانات تم جمعها بواسطة جهاز Thermal Emission Spectrometer على متن Mars Global Surveyor التابع لناسا، الذي تم تعطيله الآن، والتي غطت خمس سنوات مريخية (نحو 10 سنوات أرضية، حيث تعادل السنة المريخية 687 يوما أرضيا)، حسب الباحثون مقدار الطاقة التي امتصها المريخ وبعثها عبر خطوط العرض، من خط الاستواء إلى القطبين. وللمقارنة، حسب الباحثون أيضا "ميزانية الطاقة الإشعاعية" للأرض على مدار 10 سنوات أرضية عبر نطاقات من خطوط العرض.
ووجد الفريق أن المريخ يعاني من اختلالات موسمية كبيرة في "ميزانية الطاقة الإشعاعية"، حيث يظهر فائض طاقة في المناطق القطبية خلال فصلي الربيع والصيف في نصف الكرة الشمالي، بينما يحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الاختلالات قد تكون وراء العواصف الترابية العالمية التي يشتهر بها الكوكب الأحمر. فعندما ترتفع درجة حرارة نصف الكرة الجنوبي، ترتفع أيضا درجة حرارة الطبقة الرقيقة من الغلاف الجوي للمريخ، ما يخلق ظروفا مثالية لانطلاق جزيئات الغبار وتشكيل العواصف. ومن ناحية أخرى، تؤثر هذه العواصف بدورها على ميزان الطاقة الإشعاعية للكوكب، حيث تقلل من كمية الطاقة الشمسية الممتصة والحرارة المنبعثة.
وعلى الرغم من هذه الاختلالات الموسمية، فإن "ميزانية الطاقة الإشعاعية" السنوية للمريخ تظل متوازنة بشكل عام. ومع ذلك، فإن توزيع الطاقة عبر خطوط العرض يختلف بشكل كبير عن الأرض، حيث يعاني المريخ من عجز في الطاقة في المناطق الاستوائية وفائض في المناطق القطبية، على عكس الأرض التي يتركز عجز الطاقة فيها بالمناطق القطبية.