ناشونال إنترست- الصين "أكبر اختبار" لفريق ترامب في الولاية الثانية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 23, 2025

يشكل وضع حد "للحروب السخيفة التي لا نهاية لها"، قلب أجندة الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويلخص انفصاله عن نهج السياسة الخارجية، الذي تنتهجه المؤسسة السياسية الجمهورية وازدراءه له.

وكتبت رئيسة لجنة العمل السياسي للمثل العليا الأمريكية ينغ ما، في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، أنه في فترة ولاية ترامب الأولى، اعتبر الكثير من كبار مستشاري الرئيس للأمن القومي، أن الرئيس ونظرته للعالم يشكلان خطراً، ولذلك عمدوا باستمرار إلى تقويض أجندته. وعلى رغم تعهد ترامب بتحسين الأداء في ما يتعلق بتعيين الموظفين في فترة ولايته الثانية، إلا أن بعض مسؤولي حكومته قد ينحرفون مجدداً إلى حد كبير عن الرئيس، في شأن السياسات الخارجية الرئيسية.
وسيكون السيناتور ماركو روبيو، وهو المسؤول الأول الذي تم تثبيته في إدارة ترامب الجديدة، مثالاً واضحاً على ذلك. ويندرج في الفئة نفسها مرشحون آخرون، وخصوصاً أولئك الذين يحملون لقب "صقور" الأمن القومي، والذين قد لا يفهمون الفرق بين كونهم متشددين والانخراط في المغامرات الخارجية.

حرب العراق

وفي حملة عام 2016، تركز انتقاد ترامب للحروب التي لا نهاية لها، على التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وتحديداً الحرب الكارثية ضد العراق، التي شنتها إدارة جورج دبليو بوش.

ودافع روبيو لسنوات دفاعاً مستميتاً عن الحرب، إلى أن بات من غير المناسب سياسياً التمسك بهذا الموقف. وفي الواقع، لم يغير لهجته إلا عندما ترشح للرئاسة عام 2016، عندما بدا من الواضح أن الناخبين الأمريكيين بغالبيتهم الساحقة يشعرون بالأسف على مأساة العراق، ولم تكن لديهم حماسة كبيرة لأولئك الذين يدافعون عنها.
وأياً كان ما قد يقوله روبيو للانحياز إلى ترامب اليوم، فإن وجهات نظره في شأن التدخل الأجنبي الأمريكي الأكثر حماقة وغير المبررة في القرن الحادي والعشرين، لا توحي بالثقة في فاعليته أو ميله إلى مساعدة ترامب في منع الحروب السخيفة، التي لا نهاية لها.

وإذا كان العراق يمثل كارثة السياسة الخارجية في المقام الأول في أذهان الناخبين في انتخابات 2016، فإن الحرب الروسية-الأوكرانية، التي بدأت في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كانت ملفاً رئيسياً في حملة عام 2024. وأعلن ترامب أن التفاوض على تسوية سلمية بين البلدين أولوية، بدلاً من الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية، التي لا تنتهي لأوكرانيا، مع المخاطرة بحدوث مواجهة نووية مع روسيا.
ومن ناحية أخرى، تمثل الصين، الخصم الأكثر أهمية لأمريكا في القرن الحادي والعشرين، أكبر اختبار حول ما إذا كان مساعدو ترامب سينفذون رؤيته في ولايته الثانية.
إن خطاب ترامب الحاد والإجراءات المتخذة ضد الصين في التجارة والاقتصاد معروفة جيداً. فقد شن حرباً تجارية صاخبة ضد بكين في ولايته الأولى، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع المستوردة من الصين في ولايته الثانية.
وما يحفز نهجه الصدامي هو الاقتناع بأن الصين قد خدعت أو "نهبت" أمريكا اقتصادياً، سواء من طريق سرقة الملكية الفكرية الأمريكية والتكنولوجيا الأمريكية، أو الانخراط في ممارسات تجارية غير عادلة، أو المساهمة في الخسارة الفادحة لوظائف التصنيع، أو التجسس على المواطنين الأمريكيين، والشركات.
وبدت الحرب الساخنة مع الصين أقل احتمالاً بكثير خلال فترة ولاية ترامب الأولى مما كانت عليه في ظل إدارة بايدن - لكنه غير مهتم ببدء حرب لا نهاية لها مع الصين وكذلك مع بقية العالم.

الاعتراف بتايوان

لكن الكثيرين من كبار مستشاري ترامب للأمن القومي في الولاية الأولى، دعوا إلى نهج مختلف تماماً. وعلى سبيل المثال، دعا وزير خارجيته السابق مايك بومبيو، إلى الاعتراف بتايوان كدولة مستقلة، وهو استفزاز من المؤكد أن يؤدي إلى صراع مسلح مع الصين.
إن مصدر القلق الأوسع، هو أن أنصار ترامب قد رأوا في السابق، الفوضى التي يحدثها من الداخل المسؤولون في إدارته، الذين يختلفون بشدة مع الرئيس حول الأسس الأساسية لنظرته السياسية. كيف ستبدو ولاية ترامب الثانية إذا كان كبار المستشارين يعملون نحو أجندة وأولويات للسياسة الخارجية لا تخص الرئيس؟.
ومن شأن تعيين ترامب مسؤولين في الأمن القومي ممن يشاركونه وجهات نظره في السياسة الخارجية، أن يساعده على تطبيق هذه السياسة.


24.AE