نيويورك تايمز- الاستسلام بدل المقاومة.. كيف تغيرت أجواء حفل تنصيب ترامب الثاني؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 20, 2025

سيتم نصب أكثر من 30 ميلاً من السياج في أنحاء واشنطن اليوم، مع وضع الحواجز الخرسانية في المنعطفات الرئيسية، وإغلاق بعض الطرق أمام حركة المرور، بينما تراقب المسيّرات السماء.

وكتب بيتر بايكر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن واشنطن قد تبدو وكأنها منطقة حرب مجدداً، لكنها لا تعيش الشعور نفسه. على عكس المرة السابقة عندما أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية قبل 8 سنوات، فقد حلّ التكيف والخضوع مكان التوتر والتحدي.

وأضاف أن المقاومة التي برزت في 2017 قد تلاشت بحلول 2025، مما يعكس تغير الحالة المزاجية المحيطة بتنصيب ترامب الثاني مقارنة بالأول. وأشار إلى أن قسماً كبيراً من العالم يبدو وكأنه ينحني للرئيس المقبل، حيث يتدافع أباطرة التكنولوجيا إلى مارالاغو لتكريمه، فيما يوقع المليارديرات شيكات ضخمة ويتسابقون للحصول على مكان في حفل التنصيب.

ويتحدث بعض الديمقراطيين عن إمكانية التعاون مع الرئيس الجمهوري العائد في قضايا محددة، بينما تعيد بعض المؤسسات الإعلامية توجيه سياساتها لإظهار مزيد من الاحترام له. وفي حين كانت المعارضة الشعبية عام 2017 قد دفعت مئات الآلاف إلى شوارع واشنطن للتظاهر ضد ترامب بعد يوم واحد فقط من أدائه اليمين الدستورية، تقلصت أعداد المحتجين هذا السبت بشكل لافت.

"ماغا" بدل المقاومة
قال ديفيد أوربان، الاستراتيجي الجمهوري البارز وأحد حلفاء ترامب: "لقد تحول هاشتاغ المقاومة إلى استسلام. القبعات الوردية اختفت، وحلّت مكانها قبعات (ماغا) التي يرتديها الآن حتى السود والملونون".

أما المتظاهرون الذين أصروا على المشاركة في مسيرة السبت، فقد عبروا عن رفضهم للاستسلام رغم إرهاق البعض من فوز ترامب الأخير.

قالت ليزا كلارك، البالغة من العمر 65 عاماً من أكرون بولاية أوهايو، والتي شاركت أيضاً في مسيرة النساء عام 2017: "لماذا علينا الاستمرار في فعل هذا؟ لكن، حسناً، سنفعل. كنا هنا من قبل، وسنكون هنا مجدداً إذا استدعى الأمر".


انقلاب في الافتراضات والحقائق
بالنسبة لكل من اليسار التقدمي واليمين الرافض لترامب، جاء تنصيب ترامب الثاني ليقلب جميع الافتراضات رأساً على عقب، بعد ثماني سنوات من محاربة الرئيس الجمهوري. فشلت الاستراتيجيات والرسائل المعارضة في إبعاده عن السلطة، مما ترك الكثير من معارضيه مستنزفين ومحبطين.

وقالت دونا برازيل، الرئيسة السابقة للجنة الوطنية الديمقراطية: "لقد تعلم القادة الديمقراطيون أن تركيز كل طاقتهم على رجل واحد لم يحدث الفرق... إنها حبة مريرة يجب ابتلاعها، لكنها ليست النهاية. سنعيد البناء. مقاومة الترامبية لن تختفي أبداً، لكنها ستظهر بشكل مختلف في فترة ترامب الثانية".

لحظة انتصار لفريق ترامب
بالنسبة لمعسكر ترامب، هذا التنصيب يمثل ذروة الانتصار والاحتفال. بعد أن غادر البيت الأبيض قبل أربع سنوات وسط هزيمة، وعزلتين، وسلسلة من التحديات القانونية، كان من غير المتوقع أن يعود إلى الرئاسة.

ويصل ترامب إلى البيت الأبيض هذه المرة بدعم شعبي أكبر، وإن كان بفارق ضئيل، مقارنة بانتخابه الأول.

وأظهر استطلاع نشرته "نيويورك تايمز" و"إيبسوس"، أن حتى الأمريكيين الذين لا يدعمونه يعترفون ببعض نقاطه حول مشاكل البلاد وحلولها، مثل سياساته المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين.

انعكاسات وتأملات
من جانب المعارضين، هذه اللحظة هي فرصة للتفكير وإعادة تقييم النهج المستقبلي.

وقال باتريك غاسبارد، رئيس مركز التقدم الأمريكي: "فوزه بالتصويت الشعبي يتطلب الكثير من التأمل الذاتي والنظر إلى الداخل".

أما التوقعات فهذه المرة مختلفة، فلم يعد المفاجأة عاملًا في خسارة نائبة الرئيس كامالا هاريس، كما حدث مع هيلاري كلينتون عام 2016.

الابتعاد عن المواجهة المباشرة
يحاول بعض معارضي ترامب الآن تجنب الاستفزاز أو المواجهة المباشرة، حتى في الإعلام، مفضلين العمل بهدوء وتجنب لفت الانتباه، على أمل أن يؤدي هذا إلى تقليل تأثيره.

وقالت سارة لونغويل، الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية والناشرة لموقع محافظ: "واشنطن تبدو مختلفة في فجر ولاية ترامب الثانية، لأنه بات بطة عرجاء، لا يمكنه الترشح مرة أخرى".

رغم ذلك، يبقى ترامب يتحدث مازحاً عن البقاء في المنصب لأكثر من أربع سنوات، مما يعكس شعوراً بالثقة والتحدي.


24.AE