عن عودة النازحين السوريين بعد سقوط الأسد... وما مصير هؤلاء؟
شارك هذا الخبر
Sunday, January 19, 2025
أعلنت الأمم المتحدة اليوم السبت أن قرابة مئتي ألف لاجئ سوري عادوا لبلادهم منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، وذلك قبل زيارة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي إلى المنطقة.
وكشف جدول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الذي نشره غراندي على منصة "إكس" عن أنه بين الثامن من ديسمبر 2024 والـ16 من يناير (كانون الثاني) الجاري، عاد نحو 195200 لاجئ سوري لبلادهم. وكتب غراندي "سأزور سوريا ودول الجوار قريباً، في وقت تكثف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دعمها للعائدين وللمجتمعات المستضيفة".
وغادر مئات آلاف اللاجئين السوريين لبنان هرباً من القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة بين تل أبيب و"حزب الله"، وعادوا لبلادهم حتى قبل هجوم الفصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" الذي أطاح ببشار الأسد بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب.
ومنذ اندلاع الحرب في 2011، فر ملايين السوريين من بلادهم هرباً من الحرب الأهلية والأزمة الاقتصادية والوضع الإنساني المتأزم.
والدة أوستن تايس في دمشق
من جهة أخرى، وصلت والدة الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي خُطف خلال رحلة عمل إلى سوريا في أغسطس (آب) 2012، إلى دمشق اليوم لتكثيف جهود البحث عن ابنها، وعبرت عن أملها في أن تتمكن من العودة معه للوطن.
وعمل تايس مراسلاً مستقلاً لصحيفة "واشنطن بوست" وشركة "ماكلاتشي" للنشر، وكان من أوائل الصحافيين الأميركيين الذين وصلوا إلى سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية.
وقادت والدته ديبرا تايس السيارة إلى العاصمة السورية، آتية من لبنان مع نزار زكا رئيس منظمة "هوستيدج إيد وورلد وايد" المعنية بمساعدة الرهائن في أنحاء العالم التي تبحث أيضاً عن أوستن وتعتقد بأنه لا يزال في سوريا.
وقالت ديبرا لوكالة "رويترز" في دمشق، "أتوق إلى ضم أوستن بين ذراعي خلال وجودي هنا. سيكون ذلك أفضل شيء".
من تكساس إلى دمشق
وكانت ديبرا زارت دمشق آخر مرة عام 2015 للقاء مسؤولين سوريين بغية الاستعلام منهم عن مصير ابنها قبل التوقف عن منحها تأشيرات الدخول.
وتركت ديبرا منزلها في ولاية تكساس الأميركية وعادت لزيارة دمشق مجدداً بعد أن أطاحت المعارضة المسلحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وأضافت "أشعر بشدة بأن أوستن هنا، وأعتقد بأنه يعرف أنني هنا... أنا هنا".
وتأمل ديبرا تايس ونزار زكا في الاجتماع مع الإدارة السورية الجديدة، بمن في ذلك قائدها أحمد الشرع للضغط من أجل الحصول على معلومات عن أوستن. والاثنان متفائلان أيضاً بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي سيتم تنصيبه بعد غدٍ الإثنين، سيتابع هذه القضية.
وقالت ديبرا "آمل في الحصول على بعض الإجابات. وبالطبع، لدينا حفل تنصيب يوم الإثنين، وأعتقد بأن هذا يجب أن يحدث تغييراً كبيراً"، وأضافت "أعلم أن الرئيس ترمب مفاوض بارع، لذا لدي ثقة كبيرة به. لكن الآن لدينا شخص مجهول في هذا الجانب (السوري). من الصعب معرفة ما إذا كان أولئك الذين يتقلدون زمام الأمور الآن لديهم معلومات عن ابني".
وخُطف تايس الذي يبلغ حالياً 43 سنة، في أغسطس عام 2012 خلال تنقله عبر داريا بريف دمشق.
وكانت "رويترز" أول من أوردت في ديسمبر أن تايس، وهو جندي سابق في مشاة البحرية، تمكن عام 2013 من الهروب من زنزانته وشوهد وهو يتحرك بين منازل في شوارع حي المزة الراقي بدمشق. وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن قوات تابعة للأسد على الأرجح هي التي اعتقلته مجدداً بعد وقت قصير من هروبه.
وزارت ديبرا سوريا عامي 2012 و2015 للقاء مسؤولين سوريين، لكنها أوضحت هي وزكا أن السلطات لم تؤكد قط أن تايس كان محتجزاً لديها.
انتقاد إدارة بايدن
وانتقدت ديبرا إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، قائلة إنهم لم يتفاوضوا بالقوة الكافية من أجل إطلاق سراح ابنها حتى خلال الأشهر الأخيرة، وأضافت "لقد شعرنا بالتأكيد بأن الرئيس بايدن كان في وضع جيد للغاية لبذل كل ما في وسعه لإعادة أوستن إلى الوطن، أليس كذلك؟. أعني كان من الأفضل له لو فعل ذلك في نهاية مسيرته. لذلك كانت لدينا توقعات. لقد عفا عن ابنه، أليس كذلك، أين ابني؟".
وذكرت أن "عقلها كان مشتتاً" بينما كانت تقود سيارتها عبر الحدود اللبنانية إلى سوريا، وبكت وهي تتحدث عن عشرات الآلاف الذين احتُجز أحباؤهم في سجون الأسد سيئة السمعة ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
وقالت "لدي كثير من القواسم المشتركة مع عدد كبير من الأمهات والعائلات السورية، وأفكر فقط في كيفية تأثير ذلك فيهم، هل لديهم الأمل نفسه الذي لدي؟ هل سيفتحون الباب ويرون أحباءهم؟".