خاص- كل الأمل بقائدٍ استثنائي يصنع التاريخ- المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, January 11, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
مع بزوغ فجر عهد رئاسي جديد لا بد من مراجعة موجزة للأحداث والتي تثبت أن لبنان محكوم، منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، بالحروب والنكبات. بدءًا بعهد الرئيس بشارة الخوري الذي أطاحت به الأزمات المختلفة، إلى عهد الرئيس كميل شمعون الذي، رغم الرخاء والمجد الذي اتسم بهما، انتهى بفتنة ١٩٥٨. لم تتمكن قبضة المكتب الثاني في عهد اللواء شهاب، من منع العبث بالأمن، ليتدهور الوضع في عهد الرئيس حلو المُشبع بالأزمات مع انفلات الكفاح المسلح وأزمة العام ١٩٦٩ انتهاءً بلعنة توقيع اتفاق القاهرة. تولى سليمان فرنجيه الرئاسة على وقع الصدامات بين الفدائيين واسرائيل، وبين الفلسطينيين والجيش اللبناني، لتنفجر الحرب في العام ١٩٧٥ جارفةً معها عهدي الرئيسين سركيس والجميّل. أذلّ الاحتلالان الاسرائيلي والسوري اللبنانيين في عهد الرئيسين الهراوي ولحود، وشهد العام ٢٠٠٥ وما تلاه مسلسلاً من الاغتيالات المجرمة التي طالت النُخَب من قادة السياسة والفكر الحرّ، مروراً بعدوان تموز ٢٠٠٦، واحتلال الممانعة للوسط التجاري في ٢٠٠٧ الذي لم ينتهِ إلا بفتنة دموية في أيار ٢٠٠٨. تنوعت الأزمات والاغتيالات خلال عهد الرئيس ميشال سليمان وصولاً الى فراغٍ رئاسي امتد لسنتين ونصف. طغى الفساد وهيّمنة السلاح غير الشرعي والوصاية الإيرانية على لبنان في عهد الرئيس ميشال عون والذي شهد انفجار ثورة تشرين ٢٠١٩ لتتوالى من بعدها النكبات والكوارث الدموية اليومية والفراغ القاتل. أملنا كبير بالعهد الجديد، بكل ما يتمتع به فخامة الرئيس جوزف عون من احترام عميق وثقة كل اللبنانيين، أن يكسر هذا المسار وأن يضيف إلى خطاب قسمه المشرّف الدعوة إلى عقدٍ اجتماعي جديد يُصلح الخلل الدستوري، الذي هو السبب الأساس لنكبات البلاد، وضرورة اعتماد نظام ينسجم مع التنوع الثقافي في لبنان، وضمان عدم هيّمنة أي مكوّن على الآخر، وإرساء مصالحة وطنية حقيقية جامعة، والمباشرة بورشة تشريعية شاملة واستخلاص الدروس من تجارب الماضي. ألم يحن الوقت لتغيير جذري ولصنع تاريخ جديد على يد قائدٍ استثنائي؟