جوزيف عون رئيساً بتغيير موازين القوى!- بقلم معروف الداعوق
شارك هذا الخبر
Saturday, January 11, 2025
لم يكن ممكناً، انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، لولا التغيير الدراماتيكي في موازين القوى بالداخل اللبناني والمنطقة، وليس بالتوافق والاتفاق الداخلي بين القوى والاطراف اللبنانيين، كما يحلو للبعض تبرير تحوُّله، من معطل رافض لانتخاب رئيس للجمهورية، لا ينتمي او يدور في فلك الحلف الايراني السوري، او ما يُطلق عليه حلف الممانعة، منذ أكثر من سنتين.
كانت المطالبة باجراء الانتخابات الرئاسية قبل عام من المحظورات، يُرمى المطالب بها، بنعوت سيئة، وتواجه برفض وفوقية واستقواء من قبل حزب الله، وربط الاستحقاق الرئاسي، بالمسار الاقليمي لحرب غزة، التي ما تزال مستعرة حتى اليوم، ولم يكن احد باستطاعته تخطي هذا الرفض، المحكوم باغلاق محكم للمجلس النيابي، انطلاقا من التحالف بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والحزب، خلافا للاسس الدستورية ومقتضيات العيش المشترك والمصلحة الوطنية العليا.
تسببت المواجهة التي اشعلها الحزب ضد إسرائيل، على طول الحدوداللبنانية الجنوبية، انتصارا لغزة وشعبها،بحرب إسرائيلية واسعة النطاق ومدمرة ضد لبنان وشعبه، لم تنفع معها كل الوساطات الاميركية والغربية، في كبح جماحها، وانتهت إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تضمن شروطا محكمة وتنازلات مشهودة،بعد تدمير معظم قوة الحزب العسكرية واغتيال مجموعة من قادته ومسؤوليه البارزين وفي مقدمتهم الامين العام للحزب حسن نصرالله، واحتلال القرى والبلدات اللبنانية المواجهة للمستعمرات الإسرائيلية.
لم يقتصر الامر عند هذا الحد، بل طالت الضربات الإسرائيلية المتتالية معظم مراكز الوجود العسكري الايراني في سوريا، وتعدته إلى ضرب مواقع صناعة وتخزين الصواريخ والاسلحة في ايران، والتي لم تستطع الرد بضربات صاروخية موجعة ضد المراكز والمواقع العسكرية الإسرائيلية، باستثناء اطلاق صواريخ معدودة وعديمة الفاعلية والتاثير .
أكثر من ذلك، ادى السقوط المريع لنظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد، وهروبه المذل الى روسيا، وانسحاب المستشارين العسكريين والمليشيات الايرانية المتحالفة معه من سوريا على عجل، من دون أي مقاومة، الى خسارة فادحة، لحليف بارز لايران وحزب الله، من محور الممانعة، والاهم انقطاع شريان، تدفق السلاح الايراني عبر العراق وسوريا ومنها إلى حزب الله في لبنان، وتجفيف تجارة الممنوعات غير المشروعة، عبر الحدود اللبنانية السورية.
هذه الوقائع والمتغيرات الدراماتيكية غير المنتظرة ،قلبت الواقع الامني والسياسي في لبنان، رأساً على عقب،والانتخابات الرئاسية التي كانت محظورة، وفي قبضة النظام الإيراني، يوظفها لصالحه بمفاوضات الملف النووي مع الغرب، انطلاقا من الساحة اللبنانية،اصبحت فجأة متاحة وممكنة، بمعزل عن انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وخارج سيطرته، وفي عهدة الوسيط الاميركي وباقي اعضاء اللجنة الخماسية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، والترشيحات الممنوعة من الصرف، مقبولة وفي مقدمتها، ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، ويحظى بالدعم العربي والاميركي والفرنسي والدولي، كل موانع تحالف الممانعة، وحزب الله تحديدا، وانتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية اخيرا.