اتصال بين وزير خارجية فرنسا وقائد قسد... هذا ما دار بينهما
شارك هذا الخبر
Friday, January 3, 2025
أفاد مصدران، الأول دبلوماسي والآخر عسكري، بحصول اتصال هاتفي مباشر بين وزير الخارجية الفرنسي جان بويل بارو والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الذي تتصدى القوات التي يقودها لهجومٍ عسكري تشنه فصائل سورية مدعومة من تركيا منذ قرابة 4 أسابيع بالقرب من محيط سد تشرين ومدينة منبج في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب.
فقد كشف المصدر الدبلوماسي من العاصمة السورية دمشق لـ"العربية.نت" أن الوزير الفرنسي أجرى اتصالاً هاتفياً، صباح اليوم الجمعة، مع قائد "قسد" عند وصوله إلى العاصمة، حيث عقد في وقتٍ لاحق مؤتمراً صحافياً قبل أن تنضم إليه نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، ويلتقيا معاً قائد الإدارة السورية الجديد أحمد الشرع ظهر اليوم.
بحثا التطورات في الشمال
ووفق المصدر الدبلوماسي، فقد تطرّق الوزير الفرنسي في مكالمته مع عبدي لآخر التطورات المتعلقة بالهجمات التي تشنها فصائل مدعومة من أنقرة على سد تشرين والتهديدات التركية المتواصلة بشأن هجومٍ وشيك قد يستهدف مدينة كوباني الكردية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي تُعرف أيضاً بـ"عين العرب".
كما أشار المصدر إلى أن الوزير الفرنسي جدد تأكيده لقائد "قسد" بشأن ضرورة أن تلعب قواته دوراً في المرحلة الانتقالية عقب سقوط نظام بشار الأسد مطلع كانون الأول الماضي، مضيفاً أن هناك ضرورة لوقف إطلاق نارٍ "مستدام"، وفق تعبيره، بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من تركيا.
إلى ذلك، أكد مصدر آخر مقرّب من قائد قسد لـ"العربية.نت" أن عبدي والوزير الفرنسي تطرّقا أيضاً لجهود مكافحة تنظيم "داعش"، خاصة أن فرنسا عاودت قبل أيام شنّ ضرباتٍ جوية على أهداف للتنظيم المتطرّف في سوريا، الأحد الماضي، بعد غيابٍ دام لسنوات.
انتقال سياسي سلمي
وكان الوزير الفرنسي قد شدد في مؤتمره الصحافي، صباح اليوم، في دمشق على دعم بلاده لتطلّعات السوريين بشأن انتقالٍ سياسي سلمي، داعياً الإدارة السورية الجديدة إلى إطلاق حوار يجمع كل مكونات الشعب.
كما أعرب عن أمله بأن تكون سوريا "ذات سيادة ومستقرة وهادئة". وقال "قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين... أمل حقيقي، لكنه هش"، على حدّ قوله.
كذلك تحدث عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة الفنية والقانونية لصياغة الدستور.
وأمام حشد من ممثلي منظمات المجتمع المدني العاملة في المناطق الكردية السورية، أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن "سوريا يجب أن تكون آمنة وسيادية، وألا يترك مجال للحرب، وأن يرسى الحل السياسي عبر الاتفاق مع الحلفاء وحتى يتم إدراج الأكراد في هذا الحل السياسي".
وأضاف: "يجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار على كامل الأراضي السورية، وأن يكون هناك حل سياسي للأكراد لكي يدمجوا في الدولة السورية ومن ثم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم".
كما تابع: "لقد وقفنا دائماً ولا نزال إلى جانب الأكراد في شمال وشرق سوريا، وفي31 كانون الأول/يناير وجهنا ضربة لموقعٍ لداعش"، مشيراً إلى أن "سوريا يجب أن تكون ذات سيادة وحرة، وهذا يعني أنه لا مكان فيها للإرهاب الإسلامي"، وفق تعبيره.
"حل سياسي" مع الأكراد
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي، الإدارة الجديدة في سوريا إلى التوصل لـ"حل سياسي" مع الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال شرق البلاد.
وقال بارو أيضاً خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني السوري "ينبغي إيجاد حل سياسي مع حلفاء فرنسا الذين هم الأكراد لكي يتم دمجهم بالكامل في العملية السياسية التي تنطلق حاليا".
وتحظى فرنسا بعلاقاتٍ وطيدة مع قوات سوريا الديمقراطية، فقد كانت باريس من أوائل العواصم الغربية التي تستقبل كبار قادة حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو أكبر حزب كردي في سوريا ومن مؤسسي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في قصر الإليزيه في العام 2014، حيث استقبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند مرتين على الأقل صالح مسلم وآسيا العبدالله، المسؤولين الكرديين البارزين بين عامي 2014 و2017.
كما استقبل الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون أكثر من مرة كان آخرها في عام 2021، وفداً رفيعاً من مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لـ"قسد".