الطيور والطائرات... "متلازمة اصطدام" ترعب الركاب

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 30, 2024

تعزى العديد من الحوادث الجوية في العالم، على رغم أن معظمها كان طفيفاً، إلى الاصطدام بالطيور، مما قد يكون أدى إلى تحطم طائرة ركاب اليوم الأحد أثناء هبوطها في كوريا الجنوبية آتية من بانكوك.

ومنذ عام 1988، أودى اصطدام طائرات بالطيور بـ262 شخصاً وتسبب بتدمير 250 طائرة في جميع أنحاء العالم، بحسب مجموعة المخاطر المتعلقة بالحياة البرية والتابعة لهيئة الطيران الأسترالية.

ولا تشمل هذه الحصيلة حادثة الطائرة الكورية الجنوبية التي أسفرت اليوم عن مقتل 179 شخصاً.

أمر متكرر

وبات هذا النوع من الحوادث يتكرر مع تزايد عدد الرحلات الجوية، ففي الولايات المتحدة وحدها، تم الإبلاغ عن 291600 حادثة بين حيوانات برية وطائرات مدنية بين عامي 1990 و2023، بحسب قاعدة بيانات أنشأتها إدارة الطيران الفيدرالية.

وفي فرنسا، سجلت المديرية العامة للطيران المدني 600 حادثة سنوياً خلال رحلات تجارية.

وأوقعت هذه الحوادث كل عام أضراراً بالطائرات تتجاوز قيمتها 1.2 مليار دولار، بحسب المجموعة الأسترالية.

وتحدث غالباً أثناء الإقلاع والهبوط، على ارتفاعات منخفضة إلى حد ما، تراوح بين 0 و50 قدماً (15 متراً).

ونادراً ما تسجل حوادث أثناء التحليق لكنها ممكنة، ففي فرنسا تحطمت طائرة ركاب عام 2021 في منطقة سين إيه مارن في ضواحي باريس بعد اصطدامها بطائر الغاق خلال تحليقها.

الحادثة الأشهر

تعود إحدى أشهر حوادث الطيران الناجمة عن الاصطدام بالطيور إلى يناير (كانون الثاني) 2009، عندما تمكن قائد طائرة من طراز "إيرباص A320" تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية وتقل 155 راكباً، من الهبوط على نهر هدسون في نيويورك بعد اصطدامه بمجموعة من طيور الإوز البرية.

وتشكل حوادث الاصطدام الخطرة بالحيوانات أقل من ثمانية في المئة من الحالات، وهي تميل نحو الانخفاض في الأعوام الأخيرة، بحسب الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا.

درجات متفاوتة

والأضرار مادية في معظمها وتتمثل في تعرض هيكل الطائرة لخدوش، لكن في حال قيام طائر أو أكثر "بالدخول إلى المحرك، فمن المحتمل أن يكون الضرر أكثر خطورة"، خصوصاً إذا تأثر الضاغط "مما قد يتسبب في خلل أو يؤدي إلى إيقاف المحرك"، بحسب متخصص في الطيران.

وأوضحت الإدارة العامة للطيران المدني، أنه قد يترتب على ذلك "عواقب على السلامة الجوية أو على استمرار الرحلة"، مع التسبب في "توقف المحرك والهبوط الحذر والعزوف عن الإقلاع والعودة والتأخير".

وتزداد الأخطار ربطاً بحجم الطيور وعددها، خصوصاً خلال فترة الهجرة، وقد ينشأ من الاصطدام لهيب أو نشوب حريق في المحرك.

وقال المتخصص إن "الأمر لا يصل إلى حد تعطيل النظام الهيدروليكي والكهربائي للطائرة بالكامل" مما يتيح لقائد الطائرة المناورة والتحكم بمعدات الهبوط، مشيراً إلى إمكان استخدام المحرك الثاني في حال توقف الأول.

وللوقاية من الأخطار التي تشكلها الطيور، اتخذت المطارات والشركات المصنعة للطائرات مجموعة تدابير، منها اختبار مقاومة المحركات من طريق رمي الدجاج النافق عليها، إضافة إلى إجراءات حول المطارات مثل بث صرخات استغاثة تطلقها الطيور عادة أو إطلاق أعيرة وقائية في الهواء لإبعادها.


اندبندنت عربية